استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة صباح اليوم بالعاصمة الرباط، رئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، في زيارة غير مسبوقة تحمل دلالات سياسية بالغة في سياق العلاقات بين الرباط وبريتوريا.
يأتي هذا اللقاء بعد أيام فقط من إعلان زوما، بصفته رئيسا لحزب “أمكونتو وي سويزي” (Umkhonto we Sizwe)، المعروف اختصارا بـ MK، عن موقف حاسم بشأن قضية الصحراء المغربية. فقد أكد الحزب، الذي أسسه الزعيم نيلسون مانديلا سنة 1961 وكان من أبرز المدافعين عن “جبهة البوليساريو”، دعمه الكامل لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، معتبرا أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها الرباط تمثل الحل الوحيد الواقعي للنزاع المفتعل.
وفي وثيقة رسمية صدرت عن الحزب تحت عنوان: “شراكة استراتيجية من أجل الوحدة الإفريقية والتحرر الاقتصادي والسلامة الترابية”، أعلن حزب MK مراجعة شاملة لمواقفه السابقة، داعيا إلى إعادة بناء العلاقات مع المملكة المغربية على أسس جديدة تقوم على الاحترام المتبادل، والوحدة الإفريقية، والدفاع عن الشرعية الدولية.
يعد هذا التحول موقفا استثنائيا في المشهد السياسي الجنوب إفريقي، حيث لطالما شكّلت بريتوريا أحد أكبر الداعمين الإقليميين لـ”جبهة البوليساريو” بعد الجزائر، ما يجعل من دعم حزب زوما لسيادة المغرب على الصحراء نقطة تحول استراتيجية يمكن أن تعيد رسم ملامح العلاقات بين البلدين في المرحلة المقبلة.
جدير بالذكر أن جاكوب زوما تولى رئاسة جنوب إفريقيا بين عامي 2009 و2018، ويقود حزب MK منذ سنة 2024 بعد خلافاته مع القيادة الحالية لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم.
