أتمت مدينة مراكش إستعداداتها لإستقبال الوفود المشاركة في إجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 09 و15 أكتوبر الجاري، بقرية أعدت لهذا الغرض على مساحة تبلغ حوالي 45 هكتارا بمنطقة باب أغلي بالمدينة الحمراء.
ويتجدد الحدث الدولي الأبرز للمالية والاقتصاد العالميين، بعد مرور 50 سنة على آخر لقاء على أرض إفريقية، بالمدينة الحمراء، ليسلط الضوء على الدور الهام الذي يضطلع به المغرب على الساحة الدولية بإعتباره رائدا إقليميا وقاريا،
تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما سيمثل هذا الموعد الهام فرصة للمملكة لجمع نخبة الإقتصاد العالمي، وتقاسم تجربتها الناجحة في مختلف المجالات مع بقية العالم وإطلاع المجتمع الدولي على منجزاتها من أجل تحويل الإقتصاد المغربي وتنميته على جميع المستويات، وكذا مناقشة بعض التحديات التي تخص إفريقيا على غرار إدماج الشباب، والمديونية التي تواجهها العديد من بلدان القارة، فضلا عن التغير المناخي والفرص التي تزخر بها إفريقيا.
وحسب المنظمين، تتمحور هذه الإجتماعات السنوية على ستة مواضيع رئيسية، تتمثل في الشمول المالي والرقمي، والتنمية المستدامة، وإصلاحات المؤسسات المالية الدولية، وريادة الأعمال والإبتكار، وشبكات الأمان الإجتماعي والتسامح، والتعايش.
وتعقد الإجتماعات السنوية في العادة لعامين متتاليين في مقر مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن العاصمة، وكل سنة ثالثة في أحد البلدان الأعضاء، ويلتقي تحت مظلة هذه الاجتماعات السنوية 14000 مشارك رفيع المستوى، بمن فيهم وزراء الإقتصاد والمالية ومحافظو البنوك المركزية للدول الأعضاء البالغ عددها 189 دولة، علاوة على ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص، ووسائل الإعلام الدولية، ومشاركين من الوسط الأكاديمي لمناقشة القضايا ذات الإهتمام العالمي، بما في ذلك آفاق الإقتصاد العالمي، والإستقرار المالي العالمي، والقضاء على الفقر، والنمو الإقتصادي، وخلق فرص العمل، وتغير المناخ، وغيرها من القضايا الراهنة.
وتأتي هاته الإستضافة بعد فاجعة زلزال الحوز، وهو ما يجسد الثقة التاريخية في المغرب كبلد أثبت منذ الترشح وحتى اليوم جدية مساره التنموي وديناميته، والاستمرار في تنفيذ الإصلاحات، وبأنه بلد يعرف كيف يدبر الأزمات والأوقات العصيبة، كما ستعطي هاته الأستضافة دينامية لمدينة مراكش التي تعتمد على القطاع السياحي، الذي سيستفيد من حضور أكثر من 12000 مشارك في هذه الاجتماعات السنوية.