عزوف ملوك ورؤساء دول وازنة ينذر بفشل قمة “لم الشمل” بالجزائر

وادنون تيفي2 نوفمبر 2022
عزوف ملوك ورؤساء دول وازنة ينذر بفشل قمة “لم الشمل” بالجزائر

 

وادنون تيفي _بقلم : محجوبة عدي

إجتمع أمس الثلاثاء رؤساء وممثلو الدّول المشاركة في القمة العربية الحادية والثلاثين التي تستضيفها الجزائر تحت شعار “لمّ الشمل”.وهي القمة الأولى منذ ثلاث سنوات، في ظل إستمرار الانقسام حول الصراعات التي تشهدها المنطقة.وقد استعدت الجزائر لاستضافة القمة العربية بتشديد الإجراءات الأمنية، ورفع أعلام الدول، وعرض الآثار التاريخية للدول المشاركة.

يخيم الفشل من كل الجوانب على القمة العربية على مستوى التمثيل الرسمي حيث تأكد حضور ثلثي القادة العرب، بجانب تمثيل منخفض لخمس دول أخرى، مع استمرار تجميد مقعد سوريا.لذلك، فالقمة العربية، تحولت إلى إجتماع جزائري عربي، يجمع خمسة رؤساء بالاضافة الى مستضيف الدورة، فيما فضلت غالبية الدول العربية تقليص تمثيليتها بوزراء فقط.

أعلن غالبية القادة العرب غيابهم عن القمة باستثناء أمير قطر ورئيس السلطة الفلسطينية والرئيس التونسي والرئيس الموريتاني والرئيس العراقي والرئيس المصري الى جانب رئيس البلد المضيف الجزائر في حين يغيب عنها ملوك وقادة عرب “وازنون”، بمن فيهم الملك محمد السادس، الذي أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين في الخارج، أنه يتعذر عليه حضور القمة العربية لاعتبارات إقليمية.وأضاف، أن الملك أعطى تعليماته للوفد المغربي بالعمل البناء رغم عدم حضوره، مضيفا أن إيضاحات الجزائر بشأن أزمة بتر خريطة المغرب لم تكن مقنعة.

من جهتها، كانت المملكة السعودية السباقة لإعلان عدم حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بعدما رفضت الجزائر وساطة الرياض للتصالح مع المغرب قبل القمة.في حين صرحت الرئاسة الجزائرية أن ولي العهد السعودي سيغيب عن القمة “امتثالا لنصائح وتوصيات الأطباء بتجنب السفر”.

كما اعتذر العاهل الأردني عبد الله الثاني عن حضور القمة العربية، وكلف ولي العهد الحسين بن عبد الله ليترأس الوفد الأردني المشارك في القمة العربية.

وأكدت الكويت، الإثنين،غياب أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.و أن ولي العهد مشعل الأحمد الجابر الصباح هو الذي سيترأس وفدها في مؤتمر مجلس جامعة الدول العربية للدورة العادية الـ 31.

ويترأس نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، محمد بن راشد، وفد بلاده إلى القمة العربية.في حين أكد ديوان مملكة البحرين أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة لن يحضر بدوره أشغال القمة في الجزائر-لأسباب لم يشرحها-وسيمثله في القمة نائب رئيس مجلس الوزراء، محمد بن مبارك آل خليفة.

بدوره، أعلن ديوان السلطان العماني أن السلطان هيثم بن طارق لن يشارك في القمة العربية بالجزائر، وسينوب عنه نائب رئيس الوزراء الممثل الخاص للسلطان، أسعد بن طارق آل سعيد.

و لإعتبارات تخص انتهاء عهدته الرئاسية في 31 أكتوبر الجاري،اعتذر الرئيس اللبناني ميشال عون عن حضور القمة العربية ومن المتوقع أن يرسل مكانه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

ويكرس هذا الغياب الكبير لهؤلاء الزعماء الثمانية، عدم إقتناع القادة العرب الرئيسيين بالبلد المضيف على لعب دور “لم الشمل” واللعب على محور تزامن القمة مع حدث تاريخي محلي مشكوك في صحته، أراد النظام من خلاله كسب شرعية البقاء في الحكم رغم الرفض الشعبي العارم الذي منعته جائحة كورونا من إستكمال تحرير بلاده من أيدي عصابة تم إسقاط وجهها دون بقية أركانها التي يعشش فيها الفساد.

سيناقش المشاركون من القادة والزعماء العرب وثيقة “إعلان الجزائر” التي توافق بشأنها وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم على مدار 3 أيام. وتتضمن نحو 20 بندا من بينها تشكيل الفريق الجزائري العربي لمتابعة تنفيذ إعلان الجزائر للمصالحة الفلسطينية.كما ستتضمن النقاشات ملف إصلاح الجامعة العربية الذي تطرحه الجزائر.وتبحث القمة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية؛ واحترام سيادة الدول، وصيانة الأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب؛ ومخاطر التسلح النووي الإسرائيلي على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وعددا من الملفات الاقتصادية والاجتماعية، ودعم اللاجئين والنازحين في العراق والدول العربية.

يحضر التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية، ودعمها للجماعات المسلحةمما يهدد الأمن القومي للعديد من الدول العربية، كما هو الحال في اليمن والسعودية والإمارات، حيث تدعم طهران جماعة الحوثي التي استهدفت أكثر من مرة العمق السعودي بطائرات مسيرة من صنع إيراني، وكذا دعم الحرس الثوري الإيراني بموافقة جزائرية على تدريب عناصر جبهة البوليساريو على استخدام صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف، وكذا تسليحهم بطائرات مسيرة محلية الصنع.

يبدو أن شعار القمة العربية “لم شمل العرب” أمنية بعيدة كل البعد في قِمّة عربية تُعقد في بلد لا يجد أي تناغم في سياساته الخارجية مع أغلب الدول في محيطه الإقليمي، وهو ما يجعلها قمة لن تخرج بأي جديد يخص العمل العربي المشترك.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.