آسا تحتضن “ملكى الصالحين” و”المنتدى الأول للسياحة”

وادنون تيفي1 أكتوبر 2022
آسا تحتضن “ملكى الصالحين” و”المنتدى الأول للسياحة”
تحرير : جوبا عدي

تستعد حاضرة آسا من خلال زاويتها العريقة لإنطلاق نسخة الموسم الديني“ملكَى الصالحين” المنظم من طرف جمعية مهرجان آسا للتنمية والتواصل  والذي يتزامن كل عام مع ذكرى المولد النبوي الشريف، يوم الثلاثاء 4 أكتوبر المقبل ويستمر لستة أيام؛ تقام خلالها التظاهرات الفنية والثقافية ومسابقات الهجن وركوب الخيل وليالي الذكر، و معارض الخيام الموضوعاتية والسوق التجاري، ويختتم بشعيرة نحر الناقة بساحة الزاوية.

ويشارك أعيان القبائل الصحراوية و رجالات وعلماء قبائل أيتوسى في الداخل و الخارج في طقوس نحيرة الموسم حيث تقام الصلاة مغربَ اليوم السابق على المولد بفناء الزاوية، ويتكلف كل فصيل من الفصائل الأحد عشر بنحر ناقة إحتفاء بالضيوف، وهو طقس لازم الموسم منذ بدايته وما يزال جاريا إلى الآن.كما تتجدد خلاله الروابط العائلية وترسخ العلاقات الاجتماعية و تتوثق التحالفات القبلية، و تقام المآدب فتسوى الخلافات و تؤدى الديون و يجتمع شمل الأقرباء و يلتقي الأصدقاء و يتعارف الغرباء.
ويعد هذا “الملكى ” من أهم المواعيد الدينية بشمال افريقيا الذي تنعقد فعالياته الاشعاعية إحياءا لذكرى المولد النبوي الشريف،وعلامة مهمة في تاريخ التصوف في المغرب.وإكتسب هذه المكانة بالنظر إلى عراقته في التاريخ،حيث أنه ابتدأ حسب المؤرخين في القرن 14 الميلادي، كتظاهرة إرتبطت باسم مؤسس الزاوية الولي الصالح ” ٌإيعزى ويهدى” المتوفي في العام 1328م كما أورد ذلك المختار السوسي الذي أكد أن تخليد الموسم جاء إحياء لذكرى هذا الشيخ الجليل الذي صادفت وفاته ذكرى المولد النبوي.وهو مناسبة للتعريف بتاريخ المنطقة و امجادها وإبراز ما تزخر به من تراث متعدد الروافد وإستحضار المكانة الدينية والعلمية لزاوية آسا باعتبارها منارة دينية ساهمت في ترسيخ قيم المواطنة ونشر العلم والمعرفة.
اليوم تطور تنظيم الموسم ليصبح مناسبة للاحتفال والفرجة فقد حولت الجمعية المسؤولة عن هذا الموسم الديني إلى مهرجان يرقى لمصاف المهرجانات الدولية الروحية والدينية ويستمر كل سنة من 07 إلى 12 من ربيع الاول من كل سنة هجرية،لا سيما بعد إدراجه ضمن الجرد الوطني للتراث الثقافي المغربي في 2 مارس 2017،ثم وضعه من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونيسكو” على لائحة الانتظار للتنصيف ضمن قائمة التراث للامادي العالمي للإنسانية في 21 مارس 2018، وإعلان منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” عن اعتماده عنصرا تراثيا ماديا ولاماديا مغربيا خالصا في شهر يوليوز 2022، وبات أقرب إلى مهرجان تتوزع على أيامه فقرات برنامج غني تمتزج فيه الأناشيد الدينية، والقصائد الحسانية بالفلكلور الأمازيغي، وسباق الإبل و ليالي سماع الأمداح النبوية،و خيمة الشعر و تقام العروض التراثية و المعارض التي تبرز مؤهلات الإقليم في مختلف المجالات،.بالاضافة الى عقد الندوات العلمية والمحاضرات التاريخية و تحفيز طلبة المدرسة القرآنية،وكذا التوقيع على مجموعة من الإصدارات الجديدة المتمحورة حول تاريخ وتراث الأقاليم الجنوبية عامة ؛ والإقليم خاصة؛ علاوة على إعطاء الانطلاقة للمشاريع التنموية الهادفة إلى النهوض بأوضاع السكان و ضمان التنمية البشرية و التهيئة الحضرية…كل هذا يقابل بالاهتمام البالغ ذاته الذي كان يلقاه من طرف قبائل الإقليم على مر الأزمان و العصور، ويتقاطر إليه أبناؤها، قادمين من مختلف مناطق تواجدهم سواء داخل الوطن أو خارجه، إلى جانب الوفود الرسمية و الزوار و المدعوين من كل جهات المملكة.
كما يمثل “ملكى الصالحين”موعدا جديدا لتجديد البيعة والارتباط والولاء للسدة العالية بالله وتأكيدا كبيرا على وحدة الصف والارتباط الاجتماعي والثقافي لساكنة هذا الاقليم بمختلف القبائل الصحراوية وفرصة لتجديد الالتزام الوطني الكبير لساكنة هذا الاقليم وجواره بالدفاع عن المقدسات الوطنية والقضية الوطنية.
و تزامنا مع فعاليات الموسم الديني”ملكى الصالحين” ينظم المجلس الإقليمي للسياحة بأسا الزاك ، من 4 إلى 6 أكتوبر المقبل، المنتدى الأول للسياحة لآسا الزاك تحت شعار “السياحة القروية، آفاق واعدة لتنمية مندمجة”.
وذكر بلاغ للمجلس،أن هذا المنتدى، الذي ينظم بشراكة مع المجلس الإقليمي لآسا الزاك، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، والفدرالية الدولية للصحافيين والكتاب المتخصصين في السياحة و بدعم من مجلس جهة كلميم وادنون، وبتنسيق مع السلطات المحلية،يهدف الى تثمين التراث الثقافي، وإنعاش الحركة السياحية والمساهمة في النهوض بالسياحة عموما.
وقد أعدت اللجنة المنظمة برنامجا متنوعا وغنيا بمشاركة مجموعة من المختصين والمهنيين سيسلطون الضوء على ما يزخر به إقليم آسا الزاك من مؤهلات سياحية وثقافية.من خلال أنشطة ثقافية وفنية، وندوات حول تاريخ المنطقة ومؤهلاتها السياحية والثقافية.و أمسيات فنية ودينية، وزيارات لمآثر ومعالم سياحية بالمنطقة لفائدة المشاركين وزوار المنتدى.كما سيتم تقديم عرض حول تثمين التراث الثقافي للإقليم ودور التسويق الرقمي في تطوير وجهة أسا الزاك، فضلا عن عروض أخرى سيؤطرها متخصصون ومهنيون وفاعلون في المجال .
وسيتم خلال هذا الموعد السياحي توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون تروم النهوض بالمنطقة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.