الابداع هو علم وقدرات وصفات عرفه الكثير من العرب والغربين وترجمه الفلاسفة والعرافين، وببساطة هو كل جديد مالم يألفه الانسان من قبل، وايضا يتفرد به البعض عن البعض الاخر، والمبدع هو الانسان الذي يمتاز بقدرات ووصفات ومميزات عن غيره من الابتكار او اختراع او اكتشاف وكل ما يكون مغاير لما يتوقعه وما لا يتوقعه الانسان، والمبدعون هم اناس يشاركوننا حياتنا ممكن من ابنائنا او اخواننا او اصدقائنا، والعديد قد نكتشفهم وقد لا نكتشفهم لان المبدعين هؤلاء ينشغلون بعالمهم ويقضون الساعات في وحدتهم المثمرة التي هي عبادة روحانية لهم حيث يجدون متعتهم بالاندماج بعالمهم الخاص ما بين الاطلاع والقراءة على القديم والجديد من العلوم والمعارف والتجارب والابتكارات والذي يجدون بها متعتهم و فسحتهم والتي تغيب عن العديد وقد يتعجب لها البعض وقد يستغرب لها البعض الاخر ولكن هي تلك الطقوس او الحالات التي يعيشونها لدرجة البعض يطرح بعض سائله ومن لم يتجر بطرحها عليهم فهو يضمرها بنفسة تجاه هؤلاء المبدعون وهي
هل هؤلاء انطوائيين؟
هل هؤلاء لا يملكون مهارات التواصل مع الاخر؟
هل هؤلاء يعشون بعالم غير العالم الذي نعيشه رغم انهم معنا؟
فهناك العديد والعديد من الاستفسارات تطرح، ولكن اقول ليست كل الاستفسارات التي توقعناها انما هؤلاء عشقوا العمل والتحليق في عالمهم الخيالي والعلمي حيث يطغى الجانب الفكري الذي يهتم بالتعلم والمعرف والبحث لديهم يغلب على الجانب العاطفي الذي يهتم بالمشاعر والعلاقات وعلى العكس هم يتميزون كلاهما ولكن يجدون متعتهم بالانغماس بالتفكير لانهم خلقوا يهتمون للبحث وتفسير الظواهر التي الانسان العادي قد لا تلفت انتباه فالمبدعون يطلون الوقت بالتفكير كثيرا دون ملل والانسان الطبيعي يشعر بالتشتت ويقف عن ذلك لأنه لا يستطيع التعمق لان الله جعل لك منا قدرا.
والمبدعين تميزوا بالتعمق بالتفكير والقدرة على التحليل والبحث عن أسباب وتفسير النتائج التي يصلون اليها تلك هي الامور الخفية.
اذا تحدثنا عن صناعة المبدعين فهي ليست بالصدفة انما هي علم واسع له ادواته وتحليلاته والبحث في اكتشاف المبدعين ذلك الانسان نفسه الذي قد لا يعرف ما لديه من صفات فطرية متوارثه او قدرات ومهارات مكتسبة قد لا تعرفها الاسرة ذاتها ان ابنها مبدع، انما هناك ملاحظات تبدا منذ الصغر واذا لأسباب ما لم تكتشف او تلاحظ من الصغر فهي تلاحظ من التصرفات وقد تظهر خلال المراحل العمرية والدراسية لذلك ان تهتم الدول والمنظمات فهؤلاء الفئة من المبدعين هي ظاهرة صحية واصبح الان معظم الدول تقوم بعمل انظمة وبرامج لاكتشاف هؤلاء الموهوبين او المبدعين والاستفادة منهم عبر تسليط الضوء عليهم وعمل برامج ينخرطون بها لان الاهتمام بهؤلاء امر عظيم لانهم ثروة فكرية وعلمية ومعرفية واقتصادية وصناعية لأوطانهم سوف تعود على الدول بالتطور والازدهار لان الامم تنهض بالعلماء حيث المورد تنضب وتزول ولكن المورد البشري الإبداعي لا ينقرض لأنه متجدد وعبر الاستفادة من المبدعين هم من يشرفون على برامج الذكاء الاصطناعي وهو مقدمون برامج يكتشف و يعدون البحوث ومن يحللون لفرضيات ليحولوها الى نظريات تثبت أفكارهم هذا ما جعل الامة الاسلامية في عصورها الذهبية متقدمة على العالم لان الاهتمام بالعلماء والفلاسفة والمفكرين بغض النظر عن اديانهم ويرعون من قبل الامراء والسلاطين ويضعون بأفضل المراكز وتقدم لهم الهبات والجوائز ليشجعون الاخرين بالاقتباس والتنافس وكان العالم يشهد على ذلك بالمنجزات والعلماء والحياة المزدهرة التي شيدت العواصم والمدن مثل بغداد وسمرقند وبخاري و الأندلس ودمشق وكانت المأثر تشد بالعلم والمعرفة وتلك القرون كانت الحضارة الاسلامية تضئ العالم وبرزت أسماء في العديد من العلوم الطب والفيزياء والفلك الجبر وعلوم البحر وصناعة الاجهزة الطبية وكانت اوروبا تقبع بالظالم الدامس والفقر والجهل وسيطرة الكنيسة بخزعبلاتها والإسلام يضيء البصائر والعقول ولكن عندما اهتم المسلمين بالترف والنعم واهتموا بالحكم وتناحروا وتشرذموا ضعفت الدولة الإسلامية وحاولت الامارات الصليبية ان تأتي العالم الإسلامي من الجانب الفكري والعسكري بالجيوش غزت الدولة الإسلامية وانهكت بسبب حروبهم على الدويلات وبعد ذلك نهبت المكتبات ببغداد والكوفة والأندلس ودمرت واحرقت العديد من المكتبات وامهات الكتب التي ترجمت من العديد من اللغات اليونانية والفارسية سرقت امهات الكتب والمخطوطات وهنا تحولت الامه الاسلامية من امة اقراء الى امة انتشر بها الجهل والفقر والتخلف عن ركب الأمم والجانب الاخر استلمت اوروبا زمام العالم وترجمت الكتب و واصلت النظريات والعلوم التي بداء بها المسلمين .
ومن الشخصيات التي نقشت اسمائها بالعالم بأسرة في العديد من العلوم العالم الجذري والذي يعتبر هو عراف علم الحساب الان و ابن الهيثم في علم الفيزياء الضوء والرؤية ،الخوارزمي مؤلف علم الحساب والجبر وله الفضل بعلم الحاسب اليوم الخوارزميات ،ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى ،الفرازين الفلكي المشهور صانع الاسطرلاب ،غياث الدين الكاشي بنى مرصد فلكي في سمرقند ،جابر ابن حيان و اول من استحضر ماء الذهب والعديد من الاحماض وصنع ورق غير قابل للاشتعال ،ابن البيطار اعظم صيدلي من مكتشفي ادوية للسرطان والاورام الخبيثة بعصرة من النباتات ،ابن ماجد كبار ربابنة العالم والبحار مكتشف طريق الهند، الادريسي من اعظم الجغرافيين راسم اعظم خريط للعالم وهو من شرح العالم على انه بشكل البيضة ،الرازي من كان مشهور بالطب اهتم بتشريح جسم الانسان الف كتاب الحاوي بالطب، الفارابي تحدث عن الجاذبية الأرضية قيل نيوتن بمئات السنين وعرف بالمعلم لأنه اشهر من درس كتب ارسطو وهناك العديد والعديد من المبدعين المسلمين الذي خدموا العالم والبشرية بعلومهم وفكرهم .
فنتمنى ان تعود امتنا الإسلامية لتصنع المجد الذي يستظل العالم بظله، انها الثروة الفكرية حيث الاهتمام بالمبدعين وتعتبرها هي أولى خطوات بناء الحضارات وتقدم الامم.