يوما بعد يوم وانجاز بعد انجاز يثبت علم البيانات جدارته في مختلف المجالات، إن كان بالتوقع علميا واحصائيا بما هو مجهول أو المساعدة باتخاذ القرارات ودعمها، فلا أحد يمكنه اليوم إنكار وجود هذا العلم الواسع والمفيد للبشرية أكملها فصدق من قال “علم البيانات نفط القرن ال21”.
وكرة القدم مثلها مثل أي مجال آخر دخل عليها علم البيانات ولو كان متأخرا ، فرغم كل الصعوبات لتطبيق هذا العلم في كرة القدم إلا أن الكثير من الأندية والفرق حققت إنجازات بسبب علم البيانات، لذلك لابد من مقال مخصص لهذا العلم الكبير، والذي دخل لعالم كرة القدم بأوسع أبوابه، نناقش به عدة امور من “تعريف علم البيانات” و “سبب تأخر دخول علم البيانات لعالم كرة القدم” و “ما أهمية علم البيانات في كرة القدم” وأخيرا “امثلة عن الفرق التي استعانت بعلم البيانات لصناعة القرار”.
*ما هو علم البيانات؟
علم البيانات علم يختص بكيفية استخدام البيانات المتوافرة بطريقة مثالية، ينتج عنها حكمة ومعلومات مهمة تساعدك في صنع قرار معين ودعمه لجعله منطقيا ومبررا، وهو علم يكمن في تقاطع علوم الحاسوب وعلم الإحصاء.
* لماذا تأخر دخول علم البيانات إلى عالم كرة القدم؟
تأخر دخول علم البيانات في عالم كرة القدم لعدة أسباب، إذ أن الألعاب الجماعية مرتبطة بالسلوك البشري والإنساني، فمن الصعب جدا التوقع والتنبأ بشكل مؤكد بما سيقوم به اللاعب، فالبشر عامة لا تعمل بشكل تكراري ونمطي وإن حصل فذلك استثنائي لأننا بالنهاية بشر ولسنا روبوتات، لذلك لا يختلف الأمر بتاتا في كرة القدم لأن هناك “group decision making” أي أن أحد عشر لاعب في الملعب يؤثرون في النتيجة والآداء ، ويوجد احتمال لعدم نجاح توقع معين من علم البيانات بسبب خطأ فردي واحد من المجموعة، وبإمكان مساعدة البيانات التوقع أو اكتشاف ثغرة في الخصم، أي تحليل جزئي لوضعية معينة للعبة وليس تحليل شامل لكل شيء، لأن بالنهاية في الملعب يوجد لاعبون وقرارات عديدة يجب أن تكون متناغمة لكي ينجح التوقع او التنبأ المعين.
* ما أهمية علم البيانات في كرة القدم؟
من منظور “البزنس” يسعى مدير مؤسسة معينة أو أي كان إلى نجاح مؤسسته مادياً واقتصاديا، ليتمكن بالتطور والصعود بسلم النجاحات والانجازات بأي مقابل او ثمن، فربما علم البيانات يقلل من إثارة كرة القدم لأنه يقلل من الأخطاء الموجودة داخل الملعب وبالتالي انضباط عالي جدا من اللاعبين بدون اي انفعالات ، وهذا يقلل من جمال كرة القدم من ناحية ويعمقها من ناحية أخرى فيقلل محبيها السطحيين ويزيد محبيها المتعمقين وللأسف أغلب الجماهير سطحيين، ففئة كبيرة من الجماهير لن تبقى متعلقة بكرة القدم ورغم هذا لن يكترث رئيس نادي معين بهذا الامر فطالما علم البيانات سيزيد من أرباحه المادية .
ومن منظور المدرب والتكتيك فعلم البيانات ومحلليها سيساعد المدرب بدون شك بأخذ قرارات منطقية، فيقلل قلق المدرب . فكلما زادت منطقية القرار في عقل المدرب كلما قل قلقه وبالتالي زادت ثقته بالقرار وهذا ذو أمر عظيم للمدرب، فبعلم البيانات يمكنك حصر أغلب الاحتمالات إن لم تكن كلها، الأمر الذي يؤدي للمساعدة في صناعة القرار الصحيح والمناسب بالوقت المناسب.
أمثلة عن الفرق التي استعانت بعلم البيانات لصناعة القرار :
في الآونة الاخيرة هناك جزء كبير من الفرق التي أصبحت تستعين بعلم البيانات للبناء عليها ولكن نحن سنذكر أبرزها:
_ لا يمكننا التكلم عن علم البيانات ولا نذكر ليفربول وقسم محللي البيانات لنادي ليفربول ، والتأثير الكبير التي أثرته في انجازات ليفربول إن كان الفوز بدوري ابطال اوروبا امام توتنهام بعد ريمونتادا على برشلونة وركنية ارنولد والتي تعود فكرتها بحسب المصادر لقسم محللي البيانات، وعلى صعيد الدوري والفوز بالدوري الانجليزي الممتاز في الموسم السابق بفارق كبير عن أقرب المنافسين.
_ منتخب ألمانيا في مونديال برازيل 2014 والفوز الساحق على منتخب البرازيل والذي يعود لسبب هو أن قبل بطولة المونديال تم تسليم “لوڤ” العديد من المعلومات والانماط عن المنتخب البرازيلي، بعد أن تم دراسة منتخب البرازيل من قبل عدد من الطلاب ومحللي الداتا، والتي نتج عنها فوز ساحق للماكينات على السامبا.
_ وأخيرا الفريق الدنماركي إفسي ميتيلاند الذي أنشئ عام 1999، ويعتمد على علم البيانات وتحليلها في اتخاذ القرارات وهو فريق من أبرز الامثلة التي ممكن اخذه كمثل بكيفية الصعود من تحت الرماد بمساعدة علم البيانات.