رغم فتح وزارة الصحة والحماية باب التباري بشأن تسيير ثماني مؤسسات إستشفائية إقليمية، وعلى رأسها ثلاث مراكز إستشفائية بجهة الشرق، بموجب القرار الوزاري عدد 2056 الصادر بتاريخ 15 فبراير 2023، إلا أن الوزارة لم تتوصل بأي ترشيح لشغل هاته المناصب الشاغرة.
هذا العزوف يؤكد عمق منسوب جراح المنظومة الصحية، خاصة فيما يتعلق بالموارد البشرية التي يتواصل الخصاص فيها، أمام تفادي مجموعة مهمّة من مهنيي الصحة، الذين يرون أن الوظيفة العمومية الصحية لم تعد مغرية ومستقطبة وتفتقد لعنصر الجذب، تقديم ترشيحاتهم لعدد من مراكز المسؤولية، مما يرخي بظلاله على عدد من المؤسسات الصحية التي أضحت تعيش وضعية خصاص كبيرة في الموارد البشرية من كل الفئات والتخصصات، ويستمر تسييرها بالنيابة بل وهجرانها، وهو ما يؤثر سلبا على صحة المواطن التي تصبح مهددة في ظل ظروف من هذا القبيل .
المستشفيات الثمانية التي عزف مهنيو الصحة عن تقديم ترشيحات لتسييرها، ثلاثة من بينها بجهة الشرق، هي: المركز الاستشفائي الإقليمي جرادة والمركز الإقليمي تاوريرت، والمركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الثاني فجيج، إضافة إلى المراكز الاستشفائية الإقليمية بكل من تاونات بجهة فاس مكناس، وأزيلال بجهة بني ملال خنيفرة، والسمارة بجهة العيون الساقية الحمراء، إضافة إلى المركزين الاستشفائيين الإقليميين بكل من سيدي إفني وأسا الزاك على مستوى جهة كلميم واد نون.
وإلى جانب هذه المستشفيات التي يتقدم أي مترشح لتسييرها ، هناك مستشفيات أخرى ظلت هي الأخرى بدون «مسؤولين» لأنه لم يتم إنتقاء أي مرشح من المرشحين الذين تقدموا بملفاتهم لكي يصبحوا مدراء لها، ويتعلّق الأمر بالمركز الاستشفائي الإقليمي أبو القاسم الزهراوي بوزان في جهة طنجة تطوان الحسيمة، والمركز الاستشفائي الإقليمي السلامة بقلعة السراغنة وكذا المستشفى الإقليمي اليوسفية في جهة مراكش آسفي. وشهد المستشفى الإقليمي تنغير نفس المصير إلى جانب المركز الاستشفائي الإقليمي الدراق بزاكورة في جهة درعة تافيلالت، إضافة إلى المركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة على صعيد جهة بني ملال خنيفرة، وهي المؤسسات الصحية التي ورغم تقديم مرشحين لملفاتهم إلا أن الوزارة الوصية لم تقم بانتقاء أي مرشح لدواعي لم يتم الإفصاح عنها!
بالمقابل، قامت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإنتقاء مديرة للمركز الاستشفائي الجهوي بكلميم ومدراء لـ 13 مركزا إستشفائيا إقليميا، 11 منهم ذكور، ضمنهم المركز الاستشفائي الإقليمي مولاي عبد الله بالمحمدية وبسيدي بنور وكذا المستشفى الإقليمي محمد الخامس بعين السبع الحي المحمدي على صعيد جهة الدارالبيضاء سطات.