وليد: النية حاضرة، لكن الحلم حاضر أيضا…

وادنون تيفي1 ديسمبر 2022
وليد: النية حاضرة، لكن الحلم حاضر أيضا…
وادنون تيفي

 

تأهل المنتخب، حققت الرغبة، وفعل وليد ما ألزمه بند العقد (المرور إلى الدور الثاني)، مقدما معزوفة وطنية على مسرح الثمامة تحت عنوان: الاسود تزأر، بعد ان بدأ في ترتيب اللحن والايقاع، وبحث بين البروفيلات عن التجانس قبيل ساعة العرض امام ازيد من أربعين مليون مغربي، ومعهم ملايين العرب…

تأهل المنتخب إلى الدور الثاني ممثلا وحيدا لكرة القدم العربية، فعمت الفرحة والسرور في الحواضر كما القرى، بتأهل معناه تداول اسم البلد بين 16 بلدا عالميا، وتصنيف جديد يعيد اسم المنتخب لمقدمة ترتيب لوائح المنتخبات بالاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، لكن هذا التوهج لم يكن معجزة كما سوق له، او مستحيل حقق بين شعاب الكأس العالمية…

لما تحدث الشبح الاسطوري في كرة القدم وفق وصف حارس مرمى اسبانيا والريال “ايكر كاسياس” في وقت سابق “صامويل ايتو” مهاجما افريقيا عبر محدودية طموحاتها في مجامع العالم، والتي لاتتعدى عتبة الدور الثاني، رأيت حينها بان النجم الكاميروني بوازع قاري يداعب المنطق، ويتكلم بما ينبغي ان يكون…

إذا ما عدنا لخيارات وليد في عرس الدوحة العالمي، وتاملنا في ترسانته البشرية، سنجد خليط من اللاعبين ممن ينضمون قوافي الإبداع تحت عناوين الإمتاع رفقة أنديتهم في الدوريات الخمسة الكبرى المصنفة عالميا، وٱخرون من بطل افريقيا وبطولات لها ما لها من حيث التواجد القاري، والحضور الكروي في بورصة الدوريات…

نعم نمتلك أسماء خبرت تضاريس التشامبيونس ليغ الاوروبية، وتلعب بمستويات عالية، وتدافع عن قمصان اندية مصنفة بين قوائم الاندية الاكثر حضورا قاريا وعالميا، بل وبعض اللاعبين يجاورون نجوما يتغنى بهم الحاضر ك “مبابي”، “ميسي” “ماني”…

قد يقول البعض ان المدرب لازال لم يصل من الخبرة حتى يرتدي ثوب “المدرب العالمي” لاسيما وأنها التجربة الاولى له على رأس الجهاز الفني للمنتخب، ويحتاج لعنصري التجربة والخبرة اللازمتين لتقمص الدور، وكأن النماذج التي توالت على قيادة المنتخب حققت المعجزات، وكتبت لنا مايمكن ان تتغنى به الاجيال، ويؤرخ كمصدر مادي ملموس للقوة بمعطى التاريخ وفق ما تذهب إليه مدرسة الحوليات في الكتابة التاريخية…

إذا ما عدنا إلى صفحات الأمس القريب، وتحديدا في مونديال كوريا واليابان عام 2002 سنجد فطاحلة المستدير قد اجتمعو في منتخب واحد إسمه البرازيل، بقيادة مدرب وطني مغمور عالميا إسمه “فيليبي سكولاري”، قاد منتخب بلاده للتتويج للمرة الخامسة في تاريخ البرازيل بين ملاعب بلاد الأعين الديقة، وهو المتأهل بصعوبة إلى النهائيات وسط سخط برازيلي حينها، وامثال ” سكولاري” كثر…

من حقنا الحلم، فكيف لمنتخبات تعيش الحاضر بمعطيات التاريخ رغم شساعة الهوة بينهما، وترسم افق لا محدودا متسلحة بما قاله الشاعر المتنبي: إذا غامرت في شرف مروم…فلا تقنع بما دون النجوم… -كيف- لها ان تحلم بما لايمكننا الحلم به، وكان الاحلام عدت في دوائر التحفيظ والملكية الذاتية…

نحتفظ بذكرى سعيدة رفقة “بادو الزاكي” في ملحمة افريقية دونها التاريخ عام 2004 بتونس، بعد ان استوفت المشاركة مدة العرس القاري زمنيا، فكيف لا ان تكون ببعد عالمي في ادوار متقدمة ننهي عبرها موانع التفاؤل والطموح البعيد، سيما وخلف المنتخب احد خيارات الزاكي سابقا كلاعب، واليوم يقود المنتخب بفلسفة احترافية، وباسماء عالمية بمقدورها البوح تألقا، وكتابة التاريخ الكروي لبلدها اولا، ثم لأنفسها…

“وليد الركراكي” لم يجب فقط عن جدارته في قيادة المنتخب لمن شككوا في قدراته بناء على جزئيات احيانا لا علاقة لها بالكرة، فهو “المدرب اللاعب” كما قدم نفسه، وليس المدرب صاحب ربطة العنق، ومن يميز بين فن القيادة والإدارة سيعي نهج الربان الذي صالح الكرة الوطنية مع المدرب المحلي بعد تجارب فاشلة في وقت سابق اتت على التكهن في نجاعة قدرات الإطار الوطني على رأس المنتخب الاول…

شكرا وليد، لكن الطموح اكبر من بلوغ عتبة الدور 16، ومن حقنا الحلم، لما لا وقد تفاعلنا مع دعوتك، بل وامرك: “ديرو النية”، فالنية هي بلوغ اعالي المسابقة، وتسطير شيء جديد في قواميس المشاركة المغربية، تنسينا معزوفة قديمة بقدم تاريخ تأليفها حتى ملت الاذان من سماعها على امتداد 36 عاما لملحنها البرازيلي ” المهدي فاريا” عام 1986…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.