جيل”زيد”.. زيد الملك زيد..

وادنون تيفي11 أكتوبر 2025
جيل”زيد”.. زيد الملك زيد..
كاتب مشاغب

ككاتب متطفل.. وكمشاغب في فعل الكتابة هذا.. كان لا بد أن نغادر صفوف المتفرجين.. ونخرج من السلبية والعدمية.. ونتموقع.. لنتخذ موقف ما.. وطبعا كالأغلبية.. وككل القطيع.. لا بد أن نؤيد.. وننتصر للشباب.. للمستقل.. للذين لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم.. لشعلة الأمل التي أنارت شوارعنا.. الكل يؤيدهم.. يطلب ودهم.. ويبتغي جني ثمارهم.. حتى قبل أن تنضج هذه الثمار.. ورغم أنهم رفضوا الظهور.. ولكنهم ظلوا مطمع الكل.. كل من سمع ب”زيد”.. إلا و”كيبغي يتزاد معاهم”.. في انتهازية شنيعة لطفولة وطيبوبة وبراءة جيل بأكمله.. جيل جديد بشعارات قديمة.. هاربة من القرن العشرين.. جيل يرتبط في مخيلتنا بالانفتاح.. بالفرح.. الراب.. التيكتوك.. الرقص.. وكل ما هو جميل.. بالمقابل لبس جيلنا الفتي هذا قماش الأجداد وجيلنا السابق/الفاشل.. بشعبوية غبية.. وحماس متهور.. فجعل من المونديال و”التيرانات”.. والمسارح والفن والحفلات والمهرجانات وموازين.. و.. و.. وكل مظاهر الفرح والنشاط.. سببا رئيسيا لعلة صحتنا.. وتدهور تعليمنا العموميين.. ناسين.. أو متناسين أن المغرب بلد انفتاح وتنوع ثقافي.. يصعب فيه جعل الظلام والتزمت هما المقابل لإصلاح وعلاج الوضع.. فوجدنا أنفسنا أمام جيل شاب بمطالب متقاعدين..

الاتفاق والاختلاف في الرؤى والتحليلات بين الأجيال.. وتأثير كل جيل على الآخر.. كما هو الحال عليه الآن.. لا يمنع من الاعتراف أن جيل “زيد” هذا.. لديه من المميزات الكثير.. وطاقة جبارة قادرة على كسر الجمود لخلق حركية اجتماعية ايجابية.. مع ضمان استقلالية تامة عن جيل الشياطين السابق.. فأزمة الانتقال بين الأجيال.. جيل الخمسينات والستينات.. براكماتي متمسك بمواقعه.. رافضا لسنة الحياة في التغيير والتداول.. وجيل الثمانينات والتسعينات.. وجد نفسه مصادر ومعزول في دائرة التهميش.. ثم جيل الألفية الجديدة.. غير معترف به بتاتا.. “حتى والديهم ما كيغوتوا عليهم.. باش ما يطلعو مقموعين”.. هذا الخليط اجتمع في فضاء فارغ لا يعبر عن التوازنات الحقيقية للمجتمع.. فكانت ردة الفعل هذه ل”زيد”.. جيل كبر معتز بذاته.. يريد أن يعيش كما الآخرون في بقاع الدنيا.. يعرف حقوقة.. ويرفض الاستسلام لفنطزيات جيل آخر “كابر بالخبز وأتاي والعصى والتصرفيق والحكرة فالدار والمدرسة والخدمة”.. ويريد ممارسة هذا التسلط على الجيل الجديد”.. في تطبيق واقعي لنظرية انه ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان..

وللخروج من عنق الزجاجة.. الطويل هذا.. لا بد من مناقشة طرحين لا ثالث لهما.. صياغة عقد اجتماعي جديد يمهد لمصالحة بين الأجيال.. دون استغلال من أحد.. أو إعادة إنتاج نفس القطيعة.. واللعب بنفس القواعد المتجاوزة.. وبالتالي الوصول إلى نفس النتائج المرفوضة مسبقا.. حيث لا ينفع لا “زيد” ولا “اكس”.. ولا كل الحروف الهجائية.. فجميل أن يعبر الشباب.. أن يحتج.. أن يصارع السلطة.. أن يعيش تجربة الاعتقال وركوب سيارة الشرطة.. واكتشاف أجواء “الكوميسارية”.. والتقاط صور سيلفي لمشاركتها مع أصدقاءه “قبل ما يتزوج ويولد ويدير كريدي الدار والطونوبيل.. ويشد الطريق بحال لي سبقوه”.. إذا.. وعلى نهج الجميع.. لنهاجر جميعا نحو مملكة “ديسكورد”.. حيث لا وجه لنا ولا اسم ولا صورة.. لا شعب.. لا حكومة.. ولا سلطة.. فقط مرددين شعارنا الخالد.. ها نيتي.. ها تخمامي.. ها باش يآتيني الله..

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.