دخل التنسيق النقابي الرباعي للتعليم بكلميم، الذي يضم الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، الجامعة الحرة للتعليم، النقابة الوطنية للتعليم، والجامعة الوطنية لموظفي التعليم، في مسار تصعيدي جديد بعد فشل جولات الحوار المتكررة مع المديرية الإقليمية. فقد اعتبرت النقابات أن الوضع التعليمي بالمنطقة بلغ مستويات غير مسبوقة من التردي والاختلالات البنيوية، وهو ما دفعها إلى إعلان سلسلة من الخطوات الاحتجاجية، شملت وقفات ومسيرات جهوية، إلى جانب إصدار بيانات نارية حملت المسؤولية الكاملة للمديرية الإقليمية في ما وصفته بـ”التقاعس عن إيجاد حلول واقعية وملموسة”.
البيانات الأخيرة للتنسيق النقابي أبرزت أن الموسم الدراسي الحالي 2025-2026 انطلق وسط أجواء مشحونة بالتوتر والاحتقان، نتيجة الخصاص الكبير في الموارد البشرية والتجهيزات الأساسية، سواء داخل المؤسسات التعليمية أو على مستوى الأطر التربوية والإدارية. واعتبرت النقابات أن غياب الحكامة في التدبير، واستمرار نهج التسويف والمماطلة، وعدم الوفاء بالالتزامات السابقة، كلها عوامل عمقت الأزمة وضاعفت من معاناة التلاميذ والأسر، خصوصا في العالم القروي.
وفي هذا السياق، كشفت النقابات عن مجموعة من الاختلالات الخطيرة، من بينها حرمان التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة من حقهم في التمدرس، وغياب بنيات ملائمة لاستقبالهم، إلى جانب استمرار معاناة المؤسسات مع ضعف التجهيزات، مثل غياب قاعات متعددة الوسائط ووسائل بيداغوجية أساسية كأجهزة العرض الرقمية. كما سجلت النقابات النقص المهول في التخصصات، خصوصا في مواد الفلسفة والعلوم، مما أثر بشكل مباشر على جودة العملية التعليمية.
البيانات لم تتوقف عند تشخيص الوضع، بل ذهبت أبعد من ذلك، حيث أعلنت النقابات عن تنظيم وقفات احتجاجية ناجحة، كان أبرزها الوقفة الكبيرة أمام المديرية الإقليمية يوم 24 شتنبر 2025، والتي اعتبرت مؤشرا على حجم الغضب العارم في صفوف الشغيلة التعليمية. كما تمت الدعوة إلى تنظيم ندوة صحفية يوم 08 أكتوبر 2025 لعرض تفاصيل الأزمة أمام الرأي العام المحلي والوطني، والتأكيد على أن المسار التصعيدي لن يتوقف ما لم تتم الاستجابة للمطالب العادلة والمشروعة.
ومن بين الخطوات المعلن عنها أيضا، تنظيم مسيرة إقليمية حاشدة بمدينة كلميم يوم الأحد 12 أكتوبر 2025، ستكون بمثابة محطة مفصلية في هذا المسار النضالي، إذ تهدف إلى إيصال صوت رجال ونساء التعليم إلى الجهات المسؤولة، والتعبير عن إصرارهم على انتزاع حقوقهم وصون مكتسباتهم. النقابات دعت في بياناتها كافة الفئات التعليمية، من أطر إدارية وتربوية، إلى الالتفاف حول البرنامج النضالي والاصطفاف في معركة الدفاع عن المدرسة العمومية.
وبلهجة قوية، أكد التنسيق النقابي الرباعي للتعليم بكلميم أنه لن يتراجع عن خياراته النضالية إلى حين تحقيق مطالبه، محملا المسؤولية الكاملة للمديرية الإقليمية والأكاديمية الجهوية، ومعرباً عن استعداده لتصعيد أشكال الاحتجاج في حال استمرار الوضع على ما هو عليه. كما شدد على أن المعركة الحالية ليست فقط دفاعا عن حقوق الشغيلة التعليمية، وإنما أيضا دفاع عن حق أبناء المنطقة في تعليم عمومي ذي جودة، يرقى إلى مستوى التطلعات الوطنية.