الأسباب الحقيقية وراء اختناق خمسة عمال في نفق سد المختار السوسي: من المسؤول؟

وادنون تيفي27 يناير 2025
الأسباب الحقيقية وراء اختناق خمسة عمال في نفق سد المختار السوسي: من المسؤول؟

فقد خمسة عمال حياتهم في حادث مأساوي داخل أحد أنفاق سد المختار السوسي جنوب المملكة، جراء انفجار قارورة غاز كانوا يستخدمونها في تلحيم أنابيب النحاس. ورغم الجهود المضنية التي بذلها رجال الإطفاء لإنقاذهم منذ صباح أمس، لم تنجح محاولات الإنقاذ.

بدأ الحادث صباح أمس، حين دخل مجموعة من العمال إلى النفق حوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا للقيام ببعض الإصلاحات باستخدام قنينتي غاز وأوكسجين لحام لإغلاق بعض الثغرات في الأنابيب. وفي أثناء عملهم، انفجرت إحدى القنينتين بسبب ضيق المكان، ما أدى إلى انتشار الغاز في أرجاء النفق، مما جعل الهواء غير قابل للتنفس بسبب الرائحة الكريهة التي ملأت المكان. وكانت النتيجة اختناق العمال الخمسة.

ورغم المحاولات المتعددة لإنقاذهم، كان رجال الإطفاء غير قادرين على دخول النفق بسبب خطر الغاز المتصاعد، مما جعل محاولات الإنقاذ مستحيلة في البداية. وبقي رجال الإطفاء في انتظار لحين تطهير المكان من الغاز، ما أدى إلى تأخير عملية الوصول إلى الضحايا. في النهاية، حضرت فرق الإنقاذ ونجحت في إخراج خمس جثث فجر هذا اليوم، بعد محاولات استغرقت وقتًا طويلاً.

هذا الحادث يثير عدة تساؤلات: أليس لدى عناصر الوقاية المدنية الوسائل اللوجستية المناسبة لحمايتهم من المخاطر مثل رائحة الغاز، مما يسمح لهم بدخول النفق في وقت أسرع لإنقاذ الضحايا؟ لماذا لم تتخذ إدارة السد الاحتياطات اللازمة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث؟ كيف سمحت إدارة السد باستخدام قنينتي غاز في بيئة محفوفة بالمخاطر؟ أليس من الممكن استخدام وسائل أخرى للتلحيم دون تعريض حياة العمال للخطر؟

وفي السياق ذاته، شارك في عملية الإنقاذ العديد من الجهات، بما في ذلك رجال الدرك الملكي، عناصر القوات المساعدة، وفريق من طاقم منجم الزكندر وعمال متطوعين. هؤلاء بذلوا جهودًا جبارة لفك الحصار عن العمال داخل النفق، في حين أن الخطر كان يحيط بهم من كل جانب بسبب الغاز السام.

ورغم الجهود المبذولة من قبل مسؤولي الوقاية المدنية في المنطقة، التي لا يمكن إنكارها، إلا أن هذا الحادث يطرح تساؤلات حول المسؤولية عن وفاة هؤلاء العمال، وعن مدى توفر الوسائل الضرورية لتفادي مثل هذه الكوارث. جهاز الوقاية المدنية، الذي لديه خبرة طويلة في إنقاذ الضحايا، كان قادرًا على التدخل في مواقف مشابهة في دول أخرى، وكان في مستوى التحدي. ولكن هذا الحادث يكشف عن بعض النقاط التي تحتاج إلى تحسين في تجهيزات الفرق المتخصصة.

إن هذا الحدث يعيد تسليط الضوء على ضرورة توفير وسائل وأدوات لوجستية تساعد فرق الإنقاذ على أداء مهامها بشكل أكثر فعالية، مما يضمن إنقاذ الأرواح في المستقبل.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.