كي مرات المنحوس ما هي مطلقة ما هي عروس

وادنون تيفي25 يناير 2025
كي مرات المنحوس ما هي مطلقة ما هي عروس
كاتب مشاغب

من بين الإحصائيات العديدة التي تصدر بين الفينة والأخرى.. وتكون موضوع دراسة ونقاش مجتمعي كبير.. هناك إحصائيات “الطلاق”.. والعجيب أن كل الأطياف المجتمعية على اختلاف مرجعياتها.. تكاد لا تتفق على شيء سوى على “إدانة” فعل الطلاق.. والعمل بكل السبل على القضاء على هذه “الآفة” كما تسميها.. وهي إدانة لا تنبني على أي أساس علمي.. وإذا كان ولا بد من علاج.. فإصلاح الوضع يستلزم التدخل من الأساس.. قبل الزواج.. فالكثير من الزيجات التي تنتهي بالطلاق في المغرب.. ما كان لها أن تكون أصلا.. هي أساسا مشروع ناجح للمساكنة/المصاحبة.. ولكن فقط وبحثا عن اعتراف مجتمعي عقيم.. وتجاوز القيل والقال.. وجوابا للسؤال السرمدي “شكون هادي لي معاك”.. يجد الكوبل نفسه أمام إلزامية عقد نكاح.. لضمان السكن في عمارة تحمل لافتة “ممنوع الكراء للعزاب”.. والسفر ودخول الفنادق.. لأنه في المغرب “كاغيط الصداق” يدخلك في خانة السادة المحترمين.. وما دمت/ي لا تحمل ختم “متزوج/ة”.. فأنت في خانة المشبوهين..

هذه هي أولى درجات الفشل الزوجي عندنا.. ما يمكن أن نسميه “الزواج الجريمة”.. جرم يقترف تحت شهادة شهود.. وبمباركة العائلة والأقربون.. وما بني على باطل فهو باطل.. فأكيد أن نتيجة هذا الجرم ستكون هي الطلاق حتى قبل أن ينبت الطفل البكر “سنان الحليب”.. هنا نصل لبيت القصيد من موضوعنا هذا.. لماذا اغلبنا يعتبر أن الطلاق “خايب”.. وتكثر التحليلات.. وتنصب المشانق للمطلقين.. العكس تماما.. “راه أجمل شيء ممكن يحدث لكوبل ما مفاهمينش هو انه يطلقو”.. النجاح في العلاقة ليس هو طول مدتها.. واستمرارها إلى ممات احد الطرفين.. ولكن النجاح الحقيقي هو استمرارها مع ضمان راحة جميع الأطراف.. بما فيهم الأبناء.. بل وخصوصا الأبناء.. لان الأغلبية.. والزوجات خاصة.. يضحين ويحافظن على علاقة زواج متوفية اكلينيكيا.. فقط ظنا منهن أن هذا في صالح الأبناء.. والعكس صحيح.. أين مصلحة الابن إذا كبر في وسط يهيمن عليه الضرب والعنف والقسوة.. فقط التعاسة والعقد النفسية.. فنشأة طفل في أسرة “عامرة” مشاكل بين الأبوين أسوء من انه ينمو ويكبر فقط مع احد الأبوين يعطيه الحب والاهتمام الواجب.. مع الاعتبار أن اغلب الزوجات المضحيات يصبرن فقط لغياب البديل.. يتحملن العذاب والفقر والعنف.. مما يؤدي إلى انطفاء شعلة الحب.. فيغيب الشغف..ويقل الاحترام.. ونكون أمام أسرة لا يجمع بين أطرافها سوى “لوليدات وكريدي ديال الدار والطونوبيل”.. وحتى لا يقال عنها.. في مجتمع سيكوباتي “مطلقة”.. والمرادف لها مباشرة “زوجة فاشلة”.. هذا ما يجعل من الطلاق.. الهاجس والشبح الذي تخشاه كل النساء..

وارتفاع نسبة الطلاق عندنا.. دليل صحة وليس مرض.. يظهر أن إناثنا امتلكن بعض المسؤولية والاستقلالية.. وان الكوبل إذا غابت عنهم سبل الراحة والتفاهم..لا يخجلوا من إعلان رفض الاستمرار.. وتوقيع وثيقة الانفصال..

قد يدافع البعض عن مؤسسة الزواج بدعوى الحفاظ على الأسرة من الانهيار.. “وتنهار كاع”.. فالأسر التي تبنى على الحكرة.. السخرة.. والتعاسة.. ليست أسرة.. ما دامت فيها الزوجة تعيسة.. وستلد أولاد أشقياء.. عصبيين.. فاشلين ومرضى نفسيين.. هم أنفسهم سيعيدون إنتاج نفس نموذج “الأسرة التعيسة”..

للأسف كل المؤشرات تظهر أن نسبة طلاق عرساننا سترتفع وترتفع.. لأننا جميعا نمر مجتمعيا بمرحلة اكتشاف الذات أمام المتغيرات الاجتماعية والقانونية الكثيرة التي نعيش.. الكل ذكورا وإناثا أصبح يملك الشجاعة.. شجاعة التعبير عن ما يريد وما يرفض في/من “مؤسسة الزواج”.. بعد ذلك سنصل إلى منحدر الهرم.. وتقل الزيجات الفاشلة.. ويتقلص الطلاق.. لان الكل سيكون قد تعلم وتعود وامتلك شجاعة اتخاذ القرارات مع ما يناسبهم هم .. وليس ما يناسب الوالدين والمجتمع والأقربين.. خصوصا العنصر النسوي.. الذي أصبح أكثر ثقافة.. معرفة.. شجاعة.. وشراكة في وسائل الإنتاج الاقتصادي والمالي.. وخصوصا أكثر حماية.. حماية من أنياب مجتمع سليط.. وأصبح لقب “مطلقة” أفضل من لقب “معلقة”.. والى طلقتيها ما توريها دار باها…

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.