لقاء تواصلي بإمي أكوك حول “الحكامة المائية والتدبير المندمج والمستدام للموارد المائية”

وادنون تيفي17 فبراير 2022
لقاء تواصلي بإمي أكوك حول “الحكامة المائية والتدبير المندمج والمستدام للموارد المائية”

نظمت جمعية الوفاق للتنمية والثقافة والتواصل ،بشراكة مع المكتب المغربي للخبرة والدراسات فرع الجنوب، لقاء تواصليا يوم الأحد 13 فبراير 2022  مع ساكنة دوار امي أكوك جماعة امي نفاست ،إقليم سيدي إفني جهة كلميم وادنون ،بمشاركة فعاليات وازنة من طلبة باحثين في الموارد المائية، ومدير المكتب المغربي للخبرة والدراسات ،ورئيس جمعية الوفاق للتنمية والثقافة والتواصل.
و تطرق السيد الحسان خريبت مسير اللقاء التواصلي أثناء الكلمة الافتتاحية ،إلى أن هذا الموضوع يكتسي أهمية خاصة مع ندرة المياه وقلة تساقطات الأمطار التي تعرفها بلادنا هذه السنة، مشيرا أيضا إلى أن هذا يأتى في وقت يتزايد فيه القلق بشأن أزمة المياه التي تتفاقم بسبب المخاطر الطبيعية، خاصة التغيرات المناخية.
وكان الهذف من هذا اللقاء التواصلي هو تحسيس وتوعية الساكنة ومستعملي الموارد المائية بقضية ندرة المياه، وأيضا كيفية الاستغلال الجيد للموارد المائية التي تعتبر ثروة طبيعية وحيوية بها تستمر الحياة ،وأيضا نهج سياسة المقاربة التشاركية من طرف المكتب المسير مع ساكنة دوار امي أكوك لإنجاز دراسة حول كيفية تزويد ساكنة امي أكوك بالماء الصالح للشرب قصد أخد آرائهم ومداخلاتهم وملاحظاتهم في الدارسة.
كما تطرق الطالب الباحث في الجغرافيا الطبيعية سيد اعمر مزين إلى إشكالية ”الموارد المائية بين تعدد الإكراهات الطبيعية ورهانات التدبير المستدام بالمناطق الجافة والشبه الجافة”، وتناول وضعية الموارد المائية بحوض كلميم، بكونه يتسم بمناخ جاف إلى شبه جاف، فأغلب الموارد المائية السطحية تتشكل أساسا من واردات الشبكة الهيدروغرافية للحوض، وتعتبر التدفقات من الوديان ذات فائدة كبيرة في الري وإعادة تغذية طبقات المياه الجوفية. وأشار إلى أهم الإكراهات الطبيعية التي تواجهها من قبيل أن أغلب السنوات بالمنطقة هي سنوات تتميز بتساقطات مطرية ضعيفة على العموم، وكون المنطقة أيضا تنفتح على المؤثرات الصحراوية القادمة من الصحراء، و تتسم بهشاشة النظم الهيدرولوجية وارتفاع درجة الحرارة التي تؤدي إلى تبخر معظم التساقطات، بالإضافة إلى الإكراهات البشرية، من خلال ارتفاع الطلب على هذه المصادر المائية،وكذا  حفر الآبار والأثقاب و الأنشطة الفلاحية، وتضمنت المداخلة في الأخير أهم التدابير المتخذة من طرف مختلف المتدخلين والفاعلين في قطاع الماء، من قبيل التعبئة القصوى للمياه السطحية عبر السدود، وتجميع مياه الأمطار بواسطة الخزانات الجوفية (المطفيات)، وتحلية مياه البحر والمياه الأجاجة.
ومن خلال مداخلة الطالب الباحث بسلك الدكتوراه محمد الوزاني بجامعة القاضي عياض بمراكش تحت عنوان” التراث المائي وآليات التدبير بالجنوب المغربي- المطفيات نموذجا- حول التحولات الاجتماعية والتقلبات المناخية التي يشهدها مجال الجنوب المغربي، وما رافقها من تراجع كمية وتوزيع التساقطات، وطول الفترات الجافة، ما أفرز أزمة مائية حادة بهذا المجال الذي عاني من نقص كبير في الماء خاصة مجال وادنون والاخصاص وايت بعمران. الشىء الذي دفع بالسكان إلى ابتكار طرق جديدة في تدبير الماء، بغية توفيره بالكمية الكافية للساكنة المحلية، كما أشار أيضا الى الطبيعية الجيولوجية للمنطقة المكونة من الصخور غير النافدة، لاتؤهلها لاحتضان فرشة مائية تلبي حاجيات السكان، وتقاوم آثار سنوات الجفاف الطوال. فيتراجع بذلك صبيب العيون والأودية المائية بمجرد توقف الأمطار، فتتحول هذه الفرشات الباطنية إلى موارد مائية موسمية فقط.
ومن جهته أعطى السيد عبدالرحيم اوعليا مدير المكتب المغربي للخبرة والدراسات فرع الجنوب المكلف بانجاز دراسة لتزويد دوار امي أكوك بالماء الصالح للشرب، شرحا مفصلا للدراسة التي عمل على انجازها ومنافشتها مع الساكنة واخد آرائهم ومداخلاتهم وملاحظاتهم لتجنب الأعطاب ومشاكل القنوات السابقة.
ومن جهتها عبرت الساكنة عن امتنانها لهذا اللقاء التواصلي المهم شاكرين المكتب المسير لجمعية الوفاق على هذه البادرة الطبيبة، مبرزين كون عين واحة أكوك هو المزود الرئيسي للساكنة ويعتبر فريدا من نوعه بجهة كلميم وادنون، بصبيب مائي يقدر ب 3 لتر في الثانية و 10 طن في الساعة، مشددين على إنجاز مشروع القنوات المائية الرابطة بواحة أكوك وامي أكوك، كما أبرزت أن هذه الثروة الحيوية هي العامل الأساسي الذي جعلهم بستقرون بالمجال، مقارنة بالدواير الأخرى المجاورة التي جل ساكنتها دفعت للهجرة إلى مدينة كلميم بسبب ندرة المياه.
وفي الأخير قدم السيد حسان خريبت مسير اللقاء التواصلي ،ملخصا لكل ما جاء في مداخلات الحاضرين مبرزا دور ومجهودات الساكنة في المحافظة على الموارد المائية عن طريق تنقية الصيانة المستمرة والمحافظة على المطفيات، التي تعتبر المزود الرئيسي لحاجيات الساكنة من الماء الصالح للشرب.
كما أعرب أيضا عن شكره لكل الحاضرين في اللقاء التواصلي، مركزا على أهمية المحافظة على الماء ودروه الرئيسي في دينامية التنمية والحفاظ على الاستقرار.
توصيات اللقاء التواصلي:
✓ إنجاز مشروع تزويد ساكنة دوار امي أكوك بالماء الصالح للشرب عن طريق قنوات وانابيب للمياه من واحة أكوك.
✓ تعزيز قدرات الساكنة والفلاحين بواحة أكوك في مجال تدبير قطاع الماء عن طريق تنظيم ورشات ولقاءات تكوينية.
الزيادة في إنجاز الضفائر (المطفيات) لتخزين وتجميع المياه، قصد تدبير الطلب وتثمين الموارد المائية المعبأة وتفادي الاستغلال المفرط والضياع.
✓ دعم التشاور والتدبير المندمج والمستدام للموارد المائية على المستوى المحلي والجهوي.
✓ تعزيز برامج التحسيس للاطفال والشباب وملاءمة برامج للتربية في قطاع الماء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.