دخلت قاعة “وولفن شوليرتيرنيي” في ألمانيا الشرقية التاريخ حين احتضنت البطولة الوطنية لهذا البلد سنة 1955، لكن في إيطاليا كانت الانطلاقة ب”كالسيتو” وفي الهواء الطلق. وخلال اجتماع استثنائي في شهر غشت 1981، قرر الإتحاد الأوروبي وضع ونشر الكتاب الأول لقوانين هذه اللعبة، وصدرت النسخة الأولى بتاريخ 7 يوليوز 1982.
تنبني القوانين الجديدة على 17 فصلا، تمعن فيه البلجيكيون بعمق فوافقوا عليه، لأنهم كانوا يمارسون اللعبة بنفس القوانين باستثناء واحد هو أن الكرة يجب أن تلمس الأرض قبل أن تصل إلى النصف الثاني من الملعب، كما وافقوا على عقوبة الطرد بإشعار الورقة الصفراء.
من بين ضوابط اللعبة تسديد ضربة الجزاء من ستة أمتار، واستبدال اللاعب المطرود بلاعب آخر بديل، مع تسديد الكرة في اتجاه مسموح به من أي مكان من الملعب، بينما الكرات الثابتة تنفد من بعد تسعة أمتار. مع منع إرجاع الكرة للحارس إذا لم تلمس لاعب من الخصم، فيما يسمح للحارس رمي الكرة من أي مكان.
هذه المتغيرات في القوانين خلقت فرجة وسهلت الممارسة ووضعت فيها توابل الإمتاع، كما ساعدت تقنيات اللاعبين على التكيف معها بسهولة وتطبيقها خاصة في منطقة الخصم.
في سنة 1984 أصدرت الجامعة الدولية للرياضات والتي كانت وراء تنظيم أول بطولة للعالم سنة 1982، بقرار أشارت فيه بأن اللعبة تعد لعبة خطيرة نظرا لتعدد القوانين التي تنهجها الجامعات في مختلف الدول مشيرة إلى أن بعض الدول، وبالرغم من إجبارهم من طرف الإتحاد لتطبيق القوانين إلا أنها لا تزال تمارس بقوانين أخرى.
في أوربا الشرقية ظل اللاعبون يمارسون هذه اللعبة في فضاء محاط بسور يبلغ علوه مترا واحدا، بينما عدد اللاعبين ظل يتراوح ما بين ست وسبعة لاعبين في كل فريق. حصل هذا في كل من ألمانيا الشرقية وفرنسا وألمانيا الغربية والنمسا. أما ألمانيا الغربية فاللعبة مارست فيها جاذبيتها خاصة في مدن كارشلو وكولن وشتوتغارت وبيرن، حيث بلغ عدد المشاهدين قرابة 18 ألف مشجع.
احتفظت كل الدوريات على قوانينها الخاصة مما سببت من انتقادات من طرف الصحافة الدولية، وشجع المنتخبات التي شاركت في بطولة أوروبا بإيطاليا التي نظمت سنة 1983 على تطبيق قوانين الإتحاد الجديدة.
فاز منتخب بلجيكا بهذه البطولة في نهائي حارق جمعه بالمنتخب الإيطالي المحتضن للدورة، رغم عامل الأرض والجمهور الذي وصل في مقابلة النهاية إلى 6000 متفرج عجزوا عن ترجيح كفة منتخبهم الذي خسر بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
عرفت الدورة نجاحا باهرا بكل المقاييس، بالرغم من أن كثير من اللاعبين لم يتناغموا مع القوانين الجديدة، خاصة في ما يتعلق بإشهار الورقة الصفراء والحمراء عوض عقوبة الطرد لدقيقتين كما كان معمولا به. وكذلك قانون الضغط لثلاث ثوان المسموح بها.
من جهتها احتضنت هولندا أول بطولة دولية سنة 1982، شاركت فيها أربع دول وهي: بلجيكا وإسبانيا وإيطاليا فضلا عن البلد المنظم هولاندا. وظهرت اللعبة في إسبانيا سنة 1972، من خلال مبادرة لاتحاد الشباب الرياضي المسيحي، وهي نسخة طبق الأصل لما حدث في الأوروغواي والبرازيل، قبل أن تنظم أول دورة رسمية سنة 1974.
ومن الأسباب التي شجعت على تثبيت اللعبة في إسبانيا، تلك الجولة التي قام بها نادي أتلتيكو بينارول لمونتيفيدو إلى مدريد سنة 1974، حيث ترك انطباعا جيدا ونال أعجاب الإسبانيين باللعبة بعد المباريات الودية الثي أجراها هناك، وبعد عام واحد أعطيت الانطلاقة الرسمية لأول دوري حمل اسم “ليغا دي مدريد”، قبل أن تنتشر كرة الصالات في مدن أخرى بفضل رائدها و”فقيهها” أنطونيو غارسيا ألبيرتا.