أطفأ موسم طانطان شعلة دورته الـ17 والتي أقيمت على مدى 5 ايام تحت شعار “20 عاما من الصون والتنمية البشرية”، بعد أن شهد فعاليات ومسابقات تراثية متميزة وسهرات غنائية وندوات فكرية وأنشطة ترفيهية، تسرد تاريخ قبائل الصحراء المغربية وترصد أدق مظاهر حياتهم وعاداتهم.
وشهد اليوم الختامي للمهرجان إقامة ”خيمة الشعر الحساني“ التي نصبت بساحة السلم والتسامح بمشاركة نخبة من الشعراء وصناع الكلمة الحسانية وشعراء من دولة الامارات العربية الشقيقة على إيقاع نغمات ”تيدينيت“وموسيقى الفنانة الموريتانية كمبانة منت اعلي وركان.
وقد تميزت هذه الليلة بتقاطعات في الشعر الحساني بما سمى محليا بلكطاع بين شعراء الثقافة الحسانية من جيلين مختلفين ( جيل الشيوخ و الشباب ) مما أعطى نكهة خاصة أرست قاعدة لضمان إستمرار هذا النمط الشعري القديم في الثقافة الحسانية، وفي هذا الصدد يقول الشاعر الحساني حمزة العمري:” بالخيمة نحافظ على تراثنا الصحراوي الاصيل المتجدرة في القدم وهذه الخطوة هي تشجيع للتمسك والإبداع في الشعر الحساني وما حضور شباب للخيمة إلا دليل أن الشعر الحساني مستمر ومتوارث للأجيال القادمة “.
كما ألقى الشاعر علي مطر المزروعي قصائد تتغنى بالشعبين المغربي والإماراتي حيث قال في تصريح له:” الثقافة العربية عموما والحسانية والإماراتية خصوصا لها تقارب كبير جدا ومشاركتنا في الخيمة هو إبراز هذا التقارب الذي مع السنين يزيد تماسكا وقوة بين الطرفين “.
أما الشاعر الإماراتي سالم بن كح فقد أعرب عن سعادته بالمشاركة في خيمة الشعر قائلا: ” الخيمة هي مناسبة سنوية للقاء والقاء الإبداعات بروائع من الشعر النبطي الإماراتي و الطرب الحساني في جو يحتفي بقيمة الثراث الإماراتي والمغربي لإحياء الموروث الثقافي والأدبي للدولتين الشقيقتين ”
وتبقى خيمة الشعر تراثا وجزء لا يتجزأ من الثروة الشعبية الثقافية المغربية الغنية، وتنظيمها يتوخى منه أولا إحياء الذاكرة وإعادة الهيبة للثقافة الشعبية,وتفعيل الحراك الثقافي بالمنطقة، بإعتبار الشعر الحساني وعاء تاريخيا لمجتمع لم يعتمد التدوين في حفظ تاريخه إلا حديثا.
تجدر الإشارة إلى أن موسم طانطان حظي بإقبال مكثّف وملفت للإنتباه من قبل الزوار والمشاركين، الذين إستمتعوا بمختلف الفعاليات والمسابقات التراثية ذات الصلة الوثيقة بماضي وحاضر القبائل الصحراوية للأقاليم الجنوبية للملكة، حيث عكست روح البداوة الأصيلة، وساهمت في تعزيز مشاعر الفخر بالوطن حاضره وماضيه.