تم اليوم الثلاثاء، في مدينة الرباط، الإعلان عن تأسيس أول مركز دولي للأبحاث والتكوين في مجال الذكاء الاقتصادي، مقره مدينة الداخلة بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وسيكون هذا المركز معنيا بالدراسات والأنشطة ذات الاهتمام المشترك بين كل من منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، مقره الداخلة، والاتحاد الإستراتيجي لمحترفي الذكاء الاقتصادي ومقره سان أنطونيو بالولايات المتحدة الأمريكية، والجمعية الدولية الفرانكفونية للذكاء الاقتصادي، ومقرها باريس بفرنسا.
ويهدف هذا المركز الأول من نوعه إلى تطوير مشاريع مشتركة في مجال الذكاء الاقتصادي، وتنظيم دورات تكوينية تدريبية بهدف تقوية قدرات المقاولات، والجماعات الترابية، والإدارات العمومية المركزية والمحلية، وتطوير شراكات بين المركز والمؤسسات، والمنظمات العامة والخاصة، الحكومية وغير الحكومية، المحلية والوطنية والدولية، بالاعتماد على خبرات ومعارف وكفايات المنظمات الثلاث.
واتفقت المنظمات سالفة الذكر على جعل مدينة الداخلة مقرا للمركز الذي يتوخى احتلال مكانة خاصة إفريقيا كقطب في مجال البحث والتكوين في الذكاء الاصطناعي.
إدريس الكراوي، رئيس منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، قال إن “الاتفاقية تشمل عدة قارات، وجمعيات، ومجالات مهتمة بالذكاء الاقتصادي”، مضيفا أن “المهام الأساسية لهذا المركز هي تقوية القدرات إفريقيا وعالميا في مجال الذكاء الاقتصادي الموجه لكل الفاعلين المعنيين، سواء مقاولات مالية أو غير مالية، وأيضا الجماعات الترابية، وإدارات مركزية وترابية، ومراكز للبحث، ومختلف الفاعلين المهتمين باستخدام آليات الذكاء الاقتصادي”.
وأورد الكراوي، في تصريح للصحافة على هامش توقيع الاتفاقية، أن “الهدف الأسمى هو العمل على جعل هذا المركز نواة للجودة العالمية، انطلاقا من الجامعة المفتوحة بالداخلة، وهذه المدينة التي ستصبح على الخصوص، من خلال إحداث هذا المركز، نواة عالمية في خدمة ليس فقط إفريقيا، بل مختلف القارات الأخرى”، مشددا على أن “هذا الأمر يجعلنا نفتخر ونعتز بأن تكون بلادنا سباقة ورائدة في هذا المجال، على غرار الماستر الدولي بالداخلة، وعرف تخرج أربعة أفواج، واستقطاب طلبة من عدة دول إفريقية؛ وهذا نتيجة الدور الكبير الذي تلعبه الجامعة الدولية بالداخلة”.
وأوضح المتحدث عينه أن “المركز سيعزز التعاون جنوب – جنوب بالقارة الإفريقية، وكذا التعاون بين إفريقيا والقارات الأخرى، بما ينسجم مع أولويات بلادنا على الصعيد الدولي”، مؤكدا أنه “مما لاشك فيه أن البعد الأطلسي سيكون حاضرا، انسجاما مع التوجهات الكبرى لبلادنا”.
من جانبهما أكد كل بول سانتلي، رئيس الاتحاد الإستراتيجي لمحترفي الذكاء الاصطناعي، وفيليب كليرك، رئيس الجمعية الدولية الفرانكفونية للذكاء الاقتصادي، على أهمية هذا المركز، وتقويته الشراكات، وخدمة التقارب بين العالم وإفريقيا، وتعزيز البحث المعرفي الاقتصادي.
وجاء إحداث هذا المركز في إطار أنشطة الجامعة المفتوحة للداخلة، التي تم فيها تنظيم منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي في دورته الرابعة، تحت رعاية العاهل المغربي، الملك محمد السادس، يومي 7 و8 دجنبر 2023 بالداخلة، تحت شعار: “المجالات الجديدة للذكاء الاقتصادي في إفريقيا والعالم”.