المبادرة الملكية المغربية الاتحاد الأطلسي جاءت في إطار سياق جيواستراتيحي يتعلق بالرهانات الكبرى المنتظرة من دول الساحل والصحراء خصوصا وانها دول غنية بالترواث الطبيعية المعدنية و تتوفر على فرص استثمارية كبرى يمكنها تطوير القارة باكملها لكنها منطقة ملتهبة مليئة بالانقلابات و الفلتات الامنية وتعتبر خزان للإرهاب و الاتجار بجميع الممنوعات ، مبادرة المغرب تكوين تحالف مع هذه الدول يندرج في إطار نظرة استشرافية مغربية للوضع و رغبة أكيدة لتكوين تحالف استراتيجي يستثمر فيه المغرب معطيات التاريخ المشترك و الآفاق المستقبلية الواعدة التي تؤكد على ان منطقة الساحل والصحراء ستكون المنطقة الأفريقية الأكثر أهمية بالنسبة لكل القارة الأفريقية و هذه المعطيات مبنية على مؤشرات علمية حقيقية اولا من حيث البنية الاقتصادية لهذه الدول التي تتوفر على خزان استراتيجي هام من النفط والغاز و الاورانيوم ثانيا من حيث التركيبة الديموغرافية لهذه البلدان التي تعرف نموا مطردا لفئة الشباب والاجيال الصاعدة وثالثا نظرا لوجود وعي أفريقي متنام لذى هذه الشعوب بضرورة حل الصراعات الأفريقية بعيدا عن المستعمرين وان افريقيا للافارقة.
المبادرة الملكية المغربية لاعطاء واجهة بحرية لهذه الدول تحمل اكثر من دلالة على انخراط المغرب دولة وشعبا في إعادة الاهتمام بقوة بالعلاقات المغربية الأفريقية و توحيد دعائم وعي أفريقي بأن المغرب كان ولا يظل بوابة افريقيا نحو العالم وجسر الأفارقة نحو آفاق أوسع وارحب بعيدا عن التدخلات الأجنبية الاستعمارية و استحضارا للعمق التاريخي الافريقي للمغرب عبر كل العصور .
المجتمع المدني مطالب بقوة للانخراط في دينامية العودة المغربية الموفقة للمؤسسات الأفريقية و مطالب اكثر للتعريف بالشعوب الأفريقية و تمتين اواصر التعاون بينها .