صدر للباحث المغربي سفيان البراق، كتاب نقدي عن هاجس التحديث في الأدب، تناول فيه تجربة الكاتب المغربي عبد الله العروي.
وبالمناسبة؛ قال البراق، الذي توج قبل سنتين قارئا للسنة، بالمملكة العربية السعودية، إن هذا البحث يسعى إلى تبيان التفرد الذي تميز به المفكر المغربي عبد الله العروي حينما جمع بين النقد الإيديولوجي والغوص في المتون الفلسفية، والمرور عبر قنطرة التحليل الاجتماعي المُستنبط من الواقع اليومي، وبين الكتابة الروائية المعتمدة على التخييل.
مضيفا أن هذا البحث، سيتطلع إلى استجلاء أهم الخواص الفنية والجمالية، التي انضوت عليها روايات العروي “باعتبارها نموذجا لامعا لتسلل الرواية الحديثة إلى التربية المغربية” بتعبيره، وصولا إلى الوقوف عند أهم القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية التي انبرى إليها العروي من خلال رواياته برؤية وتحليل اجتماعي ثاقبين.
واعتبر الباحث، نجاح العروي في الجمع بين الرواية، وبين الكتابة الفكرية، أمرا جديرا بالاهتمام والدراسة. وأكد أنه “من باب التمثيل لهذا المزج بين الأدبي والفكري نأخذ رواية “الفريق” (1986م)”. مضيفا إلى كون اختيار هذا النّص الروائي، يرجع تحديًا لكونه يبرز التشاكل الجلي بين الإشكالات التي انبرى لها العروي محللا وناقدًا في أعماله الفكرية، ونالت فيها مساحة واسعة، وبين الهموم التي كانت له فيها اليد الطولى في هذا النص، متكئا على رؤى سردية حديثة عانق من خلالها الاستعارات والتوريات والمجازات، التي يرمي من خلالها إلى الإبانة عما يخالجُه في معمارٍ سردي، وفي فضاء تخييلي شاسع، يمكنه من استدعاء زاده المعرفي واستحضار تجربته في الحياة وتوظيفهما بأريحية.
وعن أهمية هذا البحث، قال البراق “لعلّ ما أستطيع قوله؛ هو أنّ هذا البحث أراه امتدادا لأعمال نقدية رصينة جدا اعتنت بمتن عبد العروي الأدبي. وقد حاولت في هذا الكِتاب الانطلاق من فكرة رئيسة، والمنافحة عنها، مفادها أن العروي لا يمكن استشفاف مقاصده ومراميه بقراءته فكريا وإغفال نصوصه الأدبية؛ فبينهما يوجد تضايفٌ كبير جدا، وقراءته بشكل مجزأ هي حيف جلي في حق مشروعيه الفكري والأدبي”.
وجاء الكتاب الصادر عن دار خطوط وظلال الأردنية، في 142 صفحة، مكونا من فصلين إثنين، قدمه الناقد المغربي نور الدين صدوق.
وسفيان البراق، باحث بسلك الدكتوراه، تخصص: الفلسفة، مختبر: التاريخ، العلم والمجتمع، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة. سبق له أن حاز على جائزة قارئ العام بالوطن العربي عام 2023.
