في سياق الدينامية السياسية التي يعرفها حزب التجمع الوطني للأحرار، إلتئم بمدينة الداخلة، مساء امس الجمعة 19 شتنبر 2025، أعضاء وعضوات المكتب السياسي للحزب، للمشاركة في ندوة فكرية نظمت تحت شعار: “خمسون سنة للمسيرة الخضراء.. نصف قرن من التنمية والعطاء” تخليدا لهذه الملحمة الوطنية الخالدة، وسط حضور نوعي شمل مناضلي الحزب والمنتخبين ومجموعة من الفاعلين السياسيين والمجتمعيين.
وشكل اللقاء مناسبة لاستعراض المنجزات التنموية والدبلوماسية والسياسية والاجتماعية التي تحققت بالأقاليم الجنوبية خلال نصف قرن، و لحظة للتأمل في الدلالات العميقة للذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء باعتبارها محطة مفصلية في تاريخ المغرب الحديث.
وأكد عضو المكتب السياسي ومنسق جهة الداخلة وادي الذهب، محمد الأمين حرمة الله، في كلمته بالمناسبة أن “الدبلوماسية الملكية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، حققت انتصارات بارزة وتراكمت من خلالها اعترافات دولية متتالية بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وهو ما يجعل مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية السقف الوحيد والنهائي للحل”.
وأضاف المسؤول ذاته على أن “المرحلة تقتضي تعبئة جماعية ويقظة مستمرة، انسجاما مع توجيهات رئيس الحزب عزيز أخنوش”، مبرزا أن “برلمانيي الحزب ومنتخبيه مدعوون إلى مضاعفة الجهود عبر تقوية الدبلوماسية الحزبية والبرلمانية، وتوحيد الخطاب والمواقف، بما يسهم في الحسم الإستراتيجي لقضية الوحدة الترابية”.
من جهته، أشار عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس اللجنة المكلفة بقضية الصحراء داخل الحزب، محمد أوجار، أن هذه الندوة الفكرية “تأتي لتعزيز الدبلوماسية الحزبية في الدفاع عن القضية الوطنية الأولى، ولفتح فضاء للنقاش العمومي المسؤول حول سبل استثمار النجاحات المتواصلة التي حققتها الدبلوماسية الملكية في هذا الملف المصيري”.
وشدد المتحدث، أمام منتسبات ومنتسبي الحزب بالداخلة، أن “استحضار الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء ليس مجرد وقفة رمزية، بل مناسبة للتأكيد على أن ما تحقق من مكتسبات سياسية وتنموية واجتماعية بالصحراء المغربية يشكل رصيدا إستراتيجيا ينبغي البناء عليه في مواجهة المناورات الخارجية”، مضيفا أن “هذه الإنجازات تعكس صلابة الموقف الوطني وعدالة قضيته”.
وتناولت باقي المداخلات خلال هذه الندوة، سبل تثمين الانتصارات الدبلوماسية التاريخية للمملكة، وترجمة توجيهات القيادة الحزبية إلى خطوات عملية داعمة للوحدة الترابية وضرورة انخراط جميع النخب السياسية في الدفاع عن القضية لكسب الرهانات المقبلة وضمان استمرار المكتسبات في سياق تطورات الملف الوطني المصيري.
وخلص المشاركون في هذا اللقاء إلى أن ضرورة مواصلة التعبئة الجماعية وتعزيز العمل المشترك بين كافة الفاعلين السياسيين والحزبيين، من أجل الدفاع المستمر عن الوحدة الترابية للمملكة؛ كما جدد حزب التجمع الوطني للأحرار التزامه المطلق واللامشروط بالدفاع عن قضية الوحدة الترابية، ومواصلة إغناء النقاش العمومي حول المكتسبات التنموية والسياسية التي تحققت بالأقاليم الجنوبية على امتداد نصف قرن من انطلاق المسيرة الخضراء.