تقرير إسباني يكشف انضمام عناصر متطرفة من جبهة البوليساريو إلى تنظيمات إرهابية تنشط في منطقة الساحل

وادنون تيفي8 يونيو 2025
تقرير إسباني يكشف انضمام عناصر متطرفة من جبهة البوليساريو إلى تنظيمات إرهابية تنشط في منطقة الساحل

كشف تقرير صادر عن المركز الوطني للاستخبارات في إسبانيا عن انضمام عناصر متطرفة تنتمي إلى جبهة البوليساريو إلى تنظيمات إرهابية تنشط في منطقة الساحل، أبرزها تنظيم “القاعدة” و “الدولة الإسلامية”، في تصعيد وصفته الأجهزة الأمنية الإسبانية بـ”المقلق”، لما يحمله من تداعيات أمنية على استقرار المنطقة ومصالح الدول الأوروبية.

ووفق ما أوردته وسائل إعلام إسبانية نقلا عن التقرير الاستخباراتي، فإن عددا من المتشددين المنحدرين من مخيمات تندوف بالجزائر باتوا يشغلون مناصب قيادية داخل التنظيمات الإرهابية، وسط تحركات توحي بتزايد التغلغل والتنسيق بين الجبهة الانفصالية وهذه الكيانات المتطرفة.

التقرير لفت إلى أن بعض هذه العناصر سبق لهم أن شاركوا في برنامج “عطل السلام” الذي تنظمه جمعيات إسبانية داعمة للبوليساريو، لاستضافة أطفال صحراويين خلال فصل الصيف، هذا المسار مكنهم من إتقان اللغة الإسبانية والتعرف على المجتمع الأوروبي، ما يعزز حسب التقرير قدرتهم على التأثير والتخطيط لهجمات داخل أوروبا.

ويحذر التقرير من التحول المتسارع لمنطقة الساحل إلى بؤرة رئيسية لتكاثر الجماعات الإرهابية، في ظل هشاشة الأوضاع الأمنية وتزايد النشاط المسلح، وأكد أن جماعات مثل “نصرة الإسلام والمسلمين” و “ولاية الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا” تنشط بشكل متزايد، وتسعى إلى توسيع نفوذها نحو دول المغرب العربي بما فيها المغرب.

وأضاف المصدر ذاته أن العناصر المنحدرة من البوليساريو، والتي التحقت بهذه التنظيمات، تشكل مصدر قلق خاص بسبب معرفتها بثقافة المنطقة وروابطها اللغوية والاجتماعية مع عدد من البلدان خاصة إسبانيا.

وذكر التقرير أن الجماعات المتطرفة كثفت من هجماتها خلال شهر يونيو الجاري، مستغلة انشغال الدول الإسلامية بعيد الأضحى، كما سلط الضوء على تنامي نفوذ إياد أغ غالي، أحد أبرز قادة التنظيمات الإرهابية في الساحل، والذي يترأس شبكة تضم أكثر من 6 آلاف مقاتل.

وفي السياق ذاته أوقفت السلطات الإسبانية في إقليم الباسك هذا الأسبوع، شخصين على صلة عائلية بمسؤولين في البوليساريو، ويشتبه في تورطهما في تمجيد الإرهاب والترويج لأفكاره، في خطوة تؤكد حجم القلق المتزايد لدى مدريد من امتداد تأثير هذه الشبكات نحو الداخل الأوروبي.

وختم التقرير بالتأكيد على أن الوضع الأمني في منطقة الساحل دخل مرحلة حرجة، وقد يشهد تحولات جذرية في أي لحظة، ما يتطلب رفع مستوى اليقظة الأمنية في الدول الأوروبية، لاسيما في ظل المؤشرات المتزايدة على وجود تنسيق عابر للحدود بين التنظيمات المتطرفة وعناصر متشددة ذات خلفية انفصالية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.