شهدت مدينة زاكورة، مساء اليوم الخميس، تساقطات مطرية غير مسبوقة أدت خلال دقائق معدودة إلى سيول جارفة غمرت عددا من الشوارع والأحياء بالمياه وتسبب في حالة من الهلع وسط الساكنة،، فضلا عن انهيار عدد من المنازل في بعض الأحياء الهامشية المعروفة ببناياتها الطينية.
وفي خضم هذه الظروف الاستثنائية، وعقب تأخر وصول مصالح الوقاية المدنية والسلطات المحلية خلال اللحظات الأولى من الفيضانات، بادر سكان الأحياء المتضررة بالاعتماد على أنفسهم وعلى تضامنهم المجتمعي لإنقاذ مواطنين حاصرتهم السيول، مستخدمين ماتوفر لهم من وسائل تقليدية بسيطة، في مقدمتها حبال طويلة تم تثبيتها ومسكها من طرف عدد من الأشخاص على ضفتي الوادي، بينما خاطر أحد المتطوعين بحياته لعبور المياه العاتية ومساعدة العالقين في الوصول إلى بر الأمان.
وكما عرفت المنطقة كذلك حمولة غير مسبوقة للأودية المجاورة، ما زاد من حجم الخسائر، خاصة في الأراضي الفلاحية المعيشية التي تمثل مصدر رزق للعديد من الأسر، حيث أتى الفيضان على مساحات شاسعة من حقول “الدلاح” في بداية الموسم، ما ينذر بتداعيات اقتصادية صعبة على الفلاحين المحليين.
وشرعت السلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية، بعد وصولها، في إجلاء مجموعة من الأسر التي كانت محاصرة داخل منازلها أو التي أصبحت مساكنها آيلة للسقوط بفعل التربة المشبعة بالماء. كما تم إنقاذ عدد من الأشخاص الذين كانوا محاصرين وسط السيول، فيما تطالب الساكنة بإجراءات استعجالية لدعم المتضررين، وتعزيز البنية التحتية لمجابهة مثل هذه الكوارث الطبيعية التي باتت تتكرر بوتيرة متزايدة في السنوات الأخيرة.