في حادث جوي استثنائي هز محيط مطار فاس سايس، انزلقت طائرة مدنية خاصة عن المدرج أثناء هبوطها، قبل أن تصطدم بسور المطار، مخلفة إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف طاقم الطائرة، إلى جانب راعي غنم تواجد بالصدفة في مكان الحادث.
غير أن اللافت في تفاصيل الحادث لم يكن فقط الاصطدام، بل التمييز الصادم في طريقة التعامل مع المصابين.
الطائرة الصغيرة من طراز “هوكر XP800” المسجلة تحت رقم CN-TKC، كانت قادمة من مطار مراكش المنارة وخالية من الركاب، وعلى متنها فقط طاقم يتألف من ثلاثة أفراد، حين انحرفت عن المدرج في حدود الرابعة و10 دقائق مساء أمس الجمعة 11 أبريل 2025.
الحادث الجوي أدى إلى إصابة راعي غنم من دوار أولاد بوعبيد القريب من المطار، حيث تعرض لإصابات بالغة في القدم والظهر والوجه، شملت فقدان أحد أصابع قدمه، فيما نقل أفراد الطاقم الثلاثة إلى مصحة خاصة لتلقي العناية الطبية، بينما تم نقل الراعي إلى مستشفى عمومي قبل أن يغادره بسرعة بعد إسعاف أولي محدود.
الفارق في التعامل مع المصابين طرح أسئلة أخلاقية وإنسانية عميقة، خاصة وأن راعي الغنم يعتبر من الضحايا المدنيين غير المتورطين في الحادث، ما يجعله أحق بالعناية المركزة والدعم النفسي والاجتماعي.
لكن بدلا من ذلك، وجد نفسه في مواجهة إهمال طبي صادم، ليغادر المستشفى بجروح مفتوحة وألم مضاعف، في وقت خُصّ فيه طاقم الطائرة بامتيازات علاجية في مصحة خاصة.
وزارة النقل أكدت أن الحادث لم يسفر عن وفيات، مشيرة إلى أن مكتب التحقيقات والتحاليل بحوادث الطيران المدني انتقل إلى مكان الحادث من أجل فتح تحقيق شامل في الأسباب والملابسات، خصوصا أن الطقس كان مستقرا وقت الحادث، مما يرجح احتمال وجود خلل تقني أو بشري.