العبث بقدسية مدرسة قرآنية عتيقة بخنيفرة يعجل بإغلاقها

وادنون تيفي12 أبريل 2025
العبث بقدسية مدرسة قرآنية عتيقة بخنيفرة يعجل بإغلاقها

أقدمت السلطات المحلية بجماعة مولاي بوعزة، التابعة لإقليم خنيفرة، على إغلاق المدرسة القرآنية العتيقة المجاورة لضريح الولي الصالح أبي يعزى يلنور، وذلك في خطوة وصفت بالحازمة، بعد توصل الجهات المعنية بمعطيات تفيد استغلال هذا الفضاء الديني في أنشطة تتنافى مع طابعه التربوي والروحي، خصوصا خلال الموسم السنوي للضريح.

هذه المدرسة، التي تعود لعقود طويلة، كانت تشكل واحدا من المعالم الدينية البارزة في المنطقة، حيث لعبت دورا محوريا في تحفيظ القرآن الكريم وتكوين أجيال من الطلاب في العلوم الشرعية.

غير أن السنوات الأخيرة شهدت تحولاً غير مسبوق في طبيعة استعمال هذا الفضاء، حيث بات يستغل في كراء الغرف والمرافق للزوار خلال موسم الضريح، بشكل عشوائي وغير قانوني، دون مراعاة لطبيعة المكان ورمزيته.

كما تم تسجيل ممارسات أخرى أثارت استياء الساكنة، أبرزها تحويل بعض فضاءات المدرسة إلى أماكن لذبح الأغنام أثناء الموسم، في ظل غياب أي تأطير أو مراقبة، ما أفرغ المدرسة من محتواها التربوي والديني، وحولها تدريجيا إلى فضاء عشوائي يتنافى مع الرسالة الأصلية التي أنشئت من أجلها.

قرار الإغلاق، الذي جاء في سياق تصاعد مطالب الساكنة بوقف ما وصفوه بـ”العبث بقدسية المدرسة”، لقي ترحيبا واسعا من مختلف الفعاليات المحلية، حيث اعتبره كثيرون خطوة ضرورية لإعادة الاعتبار لمكانة المدرسة ومحيط الضريح كرمزين دينيين وتاريخيين داخل الجماعة.

ويأمل عدد من المتتبعين أن يكون هذا القرار مقدمة لإعادة تأهيل المدرسة القرآنية وإطلاق ورش تنظيمي يعيد لها دورها التربوي والديني، في احترام تام لمكانتها الرمزية ضمن الموروث الروحي للمنطقة، وضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات في المستقبل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.