جل الدول تقاسمت عند اختيارها للويكاند او العطلة الأسبوعية بين يومي الجمعة والسبت .. للدول الإسلامية في الشرق.. ويومي السبت والأحد .. الدول المسيحية الغربية.. إلا المغرب.. السبت والأحد كعطلة رسمية.. بالإضافة ليوم الجمعة كعرف وعادة.. بذريعة الذهاب لأداء الصلاة.. وطبعا لا يكتمل اجر الصلاة إلا ب”قصعة” الكسكس الذي لا تحلو طقوسه إلا ب”جماعة العائلة”… وبعد ذلك بضع لحظات من “لاسيسيت” للهضم.. لأنه من المستحيل “يقدر يخدم شي حد وهو معركها كسكسو ولبن”.. وهكذا ضاع نصف يوم عمل بين لقيمات الكسكس و”جبانيات اللبن”.. فأصبحت رخصة أداء فريضة دينية.. وسيلة لإفراغ الكراسي.. وترك المواطن في الإدارات في انتظار هلة الموظف الذي لن تراه إلا صبيحة الاثنين الموالي.. لهذا فجلنا لا يعول كثير لقضاء أغراضه الإدارية على يوم الجمعة.. الذي يعتبر عندنا ظلما وعدوانا انه يوم عمل.. فالأجدر الاعتراف به رسميا كعطلة.. وتعويضه بيوم الأحد.. للحفاظ.. على الأقل نظريا.. على الخمسة أيام عمل أسبوعيا.. أما عمليا فنحن بعيدين كل البعد عن ذلك.. خصوصا خلال هذا الشهر الفضيل.. شهر رمضان.. الذي ما هو إلا أيام جمعة تتكرر يوميا.. بلا إنتاجية تذكر في جل القطاعات.. وبعصبية زائدة.. وغياب أي مظهر من مظاهر الإيمان.. الكل مستعجل.. “جيعان ومقطوع”.. فواقعيا نحن في صيامنا لا نحس لا بالفقراء ولا بالأغنياء.. بقدر ما نصبح صورة طبق الأصل للمدمنين في مراكز علاج الإدمان..
واقعيا لا يمكن الإبقاء على هذا الوضع .. يوم ناقص في الأسبوع.. كدورة إنتاجية في الاقتصاد.. ونريد أن نخدم المواطن.. وننافس ونواكب الدول الأخرى.. هذا بالإضافة لكثرة الأعياد والمناسبات و”السليت” على طول الأسبوع.. فنحن في بلاد بلا موارد طبيعية.. زائد ثلاثة أيام عطلة أسبوعيا.. هذا ترف.. “إلى بغينا نزيدو شوية لقدام.. راه خاصنا نخدمو الجمعة والسبت.. وزيد حتى الحد.. وشوف تشوف”..
