لسان العامل ما فيه زمر.. بغيت نقول ما فيه عظم

وادنون تيفيمنذ ساعتين
لسان العامل ما فيه زمر.. بغيت نقول ما فيه عظم
كاتب مشاغب

تفاعل الكل.. صفق البعض.. واستنكر البعض.. وسكت الباقي.. القليل برر القمع.. والكثير وقف بجانب الضحية.. باعتبار أن المشهد فيه جاني وضحية.. والواقع أن المتتبع هو الضحية.. فنحن هم الضحية الحقيقية للحادثة.. وكلا طرفي المشهد جناة.. ما دام الأمر يتعلق برواسب إدارية قديمة نتيجتها حرمان جزء منا/نحن الشعب من حق ما.. تكالبت عليه البيروقراطية وسوء التدبير في تأخر النتائج.. فجاء التقريع كما رأينا في الفيديو.. الذي تحول إلى تشخيص.. ما دام الطرفين يدريان أن “الكاميرا شاعلة”.. والهدف إيصال الرسالة.. “أننا هنا.. نسهر على شؤونكم”.. وأحسسنا كما لو أن المتحدثون ينتظرون فقط إطفاء الشاشة.. ونقص الأضواء.. ليتبادلا العناق ونظرات الفوز تحت صوت تلاقي كؤوس الانتصار.. وتصفيقات الحاضرين..

جميل أن يكون لدينا مسؤولون تأخدهم الحمية حفاظا على مصالحنا.. وتقريع المستهترين من مدبري الشأن العام.. من باب تحديد وترتيب المسؤوليات.. ولكن حبذا لو تم الأمر خلف حجاب ستار لفضائح إدارتنا السعيدة.. حماية لهيبة المسؤول إياه أمام مرؤوسيه.. وحفاظا لماء وجهه أمام العامة.. فالمجامع أسرار.. خاصة أن زمن الأوامر الشفوية انتهى.. وإذا ما وقعت الواقعة.. وجاء وقت الحساب.. لن ينفع الصخب و”خرج عليا” والزمر .. بل خاص كلشي يكون مكتوب ومغيز بمراجع وتواريخ وأهداف محددة.. وحزم في التعامل والتوجيه.. وعند أي تقصير.. وجب سلك طرق إدارية متعددة.. استفسارات.. طلب تحقيق.. طلب إنهاء المهام.. وزيد وزيد.. هذه هي أفكار التسيير الإداري الحديثة..

بعيدا عن مشهد التهديد والصياح والانفعال/السينما.. الذي ذكرنا فقط ببهرجة تحرير الملك العمومي في شوارع مدننا المبتهجة.. حيث رجل السلطة.. ومعه جيش عرمرم من الصحافيين والمراسلين والميكروفونات والكاميرات.. لتخليد اللحظة/اللقطة.. لقطة بسيطة لا تحتاج كل هذا التضخيم.. ما دامت تدخل في صميم العمل اليومي للسيد القائد أو الباشا.. خصوصا مع ما يصاحبها من انفلاتات لفظية.. مخالفة للقانون غالبا.. بلغة ولهجة لا يقبلها احد.. وتحت رعاية الجملة الشهيرة “حيد عليا هاد الزمر من هنا”.. بضمير متكلم يحمل تضخم كبير في “الأنا”.. وحضور رمزي لمصطلح “الزمر” الذي سكن شفاه مسؤولينا.. وأصبح أشهر من نار على علم.. وأنا شخصيا لحد الآن “والله ما عرف شنو معنى كلمة “الزمر”..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.