عطلة مغتصبة للكسلاء

وادنون تيفي13 يناير 2025
عطلة مغتصبة للكسلاء
كاتب مشاغب

سنة سعيدة… سنة سعيدة .. سنة سعيدة.. وكل الأمازيغ والأمازيغيات بألف خير ويمن وبركة… وأخيرا.. وبعد جهد جهيد.. ورغم كيد الحساد والبؤساء.. أصبح لدينا عطلة أمازيغية.. كيف يكتمل الاحتفال إلا بالعطلة .. ما بال هؤلاء القوم كانوا يتجاهلون هذا الحدث الجلل من تاريخنا العريق…ما جدوى العمل في يوم عظيم كهذا؟؟.. كيف يعقل انه في مثل هذا اليوم الذي انتصر فيه جدنا المفدى “شيشنق” على “الفرعون”.. وحكم وساد كل شمال إفريقيا.. وتريدون منا أن نستيقظ في الباكر من الصباح.. ونسعى.. ونعيشه كباقي الأيام.. هزلت.. طيلة السنة ونحن نكد ونجتهد.. نعمل بكل تفان وإخلاص لخدمة الصالح العام.. وعندما نريد سرقة هنيهة من الفرح.. تعزونها عنا.. أين أنت يا جدي لترى الظلم والحيف الذي كان يعيشه أسباطك وأحفادك.. كانوا يشتغلون يوم انتصارك المبارك.. لو كنت تعلم ذلك ما كنت انتصرت في المعركة.. وتركت “رمسيس” وشأنه.. ماذا جنينا نحن من انتصارك إذا كنا سنغادر أفرشتنا ونتسابق إلى الحافلات.. هزلت.. اليوم هو يوم عيد.. ما من لذة في طبق “تاكلا” إذا كنا سنأكله بعد الساعة الخامسة.. اليوم سأستعد.. وأحضر مراحل إعداد الطبق.. وأضع في القصعة مؤشر الحظ.. لأبحث عنه رفقة العائلة.. ونعرف صاحب السعد واليمن في السنة القادمة.. كل هذه الأجواء لا تستقيم في يوم عمل.. ثم إن سنتنا الأمازيغية هي احتفال بالأرض والخير ..اتركوني اذهب لأقبل تراب تلك الأرض.. امنحوني يوم عطلة لأسافر.. وأغادر الديار وأتوجه نحو قريتي الجميلة بين الجبال لأصل الرحم واسترجع عبق التاريخ بين الأطلال.. آه منها إجازة.. لن استغرق في النوم حتى الظهر.. ولن اذهب إلى المقهى.. ولن أواعد صديقتي.. ولن .. ولن .. ولن.. بل سأستغل كل دقيقة فيه لأهديه لروح جدي الملك “ماسنسن” أو جدي “شيشنق”.. حسب أصل الروايات والرواة.. فأهمية هذا التاريخ جعل الكل ينسبه له.. المهم انه هناك حدث وهناك ملك.. إذن يجب أن تكون هناك عطلة… درستمونا أن سكان المغرب الأولون هم الأمازيغ… كيف تريدون أن يشتغل السكان الأصليون يوم احتفالهم؟؟؟

.. أصرح واعبر وارفع حنجرتي بالصياح….أنني أتضامن مع إخواني وأشقائي وأصدقائي الأمازيغ ..وأضم صوتي لصوتهم بالمباركة باعتبار هذا اليوم يوم عطلة وعيد وطني.. لكي أسترق لحظات نوم إضافية …. وأقول لهم لا تلتفتوا لمن يريد أن ينغص عليكم فرحتكم.. إنهم نكديون.. لا يريد وقتا للفرح.. ويحاولون طمس أي سبيل إليه… فما تقدمت الأمم والأقطار إلا بتخليد التاريخ وكثرة النوم والعطل… فالعمل والجد بدعة… فكل شيء جعلتم له ذكرى وعيد..إلا الخالد الذكر “شيشنق”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.