لماذا تخصص أمريكا وأوربا الملايير لوقف نزيف الفساد بفنزويلا ولا تكترثان بالديمقراطية في العالم العربي؟

وادنون تيفي11 يناير 2025
لماذا تخصص أمريكا وأوربا الملايير لوقف نزيف الفساد بفنزويلا ولا تكترثان بالديمقراطية في العالم العربي؟
وادنون تيفي: حسن الخباز
وادنون تيفي: حسن الخباز

بعدما أدى اليمين الدستورية لولاية ثالثة مدتها ست سنوات، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن مكافأة إضافية لمن يأتي برأس الرئيس الفينزويلي نيكولاص مادورو وصلت قيمتها لخمسة وعشرين مليون دولارا أمريكيا .

هذا ويعود السبب الرئيسي للمكافأة الإضافية إلى إرهاب المخدرات كما وصفته اأمريكا، بحيث أنها اتهمته خلال العام 2020 بترويج المخدرات والكوكايين كسلاح للإضرار صحة الامريكيين، فضلا عن الفساد المستشري في فنزويلا .

فأعتى ديمقراطية في العالم لم ترض بديكتارتورية نيكولاص فضلا عن الانتقادات التي صاحبت حفل التنصيب والتي قادتها المعارضة الفينزويلية، وقررت وقف حد لهذا النزيف الذي أمضى اثنتي عشرة سنة ومازال مستمرا باتجاه 18 سنة .

وفي نفس السياق طالبت أمريكا برؤوس أعوانه في الفساد ويتعلق الأمر بكل من وزير الداخلية ووزير الدفاع اللذين خصصت للإطاحة بهما أو الإدلاء بمعلومات عنهما مكافآت تصل لخمسة عشر مليون دولار أمريكي .

ليست أمريكا فقط من تحارب لأجل الديمقراطية ومحاربة الفساد بفنزويلا إنما هناك أيضا بريطانيا التي أصدر قضاؤها عقوبات مختلفة في حق خمسة عشر من كبار المسؤولين الفينزويليين بينهم قضاة وأمنيون وعسكريون .

جدير بالذكر أنه سبق أيضا لكندا أن أدانت غير ما مرة ما يحدث في قلب فنزويلا من قمع للحريات ومصادرة للديمقراطية وحقوق الانسان وقالت أنها لن تتسامح مع هذه الخروقات وفرضت عقوبات جديدة على النظام الفنزويلي .

وفي نفس السياق ، مدد الاتحاد الأوربي إجراءاته التقييدية ضد فنزويلا وفرض عقوبات مختلفة ضد خمسة عشر من كبار مسؤوليها بسبب “الافتقار إلى التقدم الذي يؤدي لاستعادة الديمقراطية وسيادة القانون” .

كل هذه الخطوات الأمريكية والأوربية قوبلت بتنديد الرئيس الفنزويلي وحكومته الحالية، واستمر في تحظيه لكل هذا الاتحاد الذي يقف له بالمرصاد محاولا وقف فساده .

ويذكر أنه منذ تولي نيكولاص مقاليد السلطة بفنزويلا، انطلقت دعوات دولية تتهمه بتقويض الديمقراطية وانتهاك حقوق الانسان ولقي موجة إدانة واسعة ومطالبات برحيله لكنه تحدى واستمر في فساده عبر تشكيل جمعية ذات صلاحيات تمكنه من حل البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة وقتما شاء .

وقد تسبب مادورو لفنزويلا في قتل اقتصادها وخلق تضخم غير مسبوق بالاضافة إلى نقص كبير في السلع الأساسية وركود اقتصادي لم تشهده فنزويلا من قبل .

السؤال المطروح هنا هو لماذا لا تهتم أمريكا ولا أوربا بالديمقراطية في العالم العربي مع أن ما يحدث في الأخير من تجاوزات قد تمثل أضعاف أضعاف ما يحدث في فنزويلا .

الديمقراطية في العالم العربي ليست في صالح أمريكا ولا الاتحاد الأوربي، بل هؤلاء يسعون جاهدين لاستمرار الحال على ما هو عليه في كل الدول العربية لأن من شأن تحسن الوضع يضر بمصالح أمريكا وأورربا واستفادتهما من فساد العالم العربي أقضل بكثير من مما ستستفيدانه في حال صلاح أموره السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.