لم تلدنا أمهاتنا “أحرار”

وادنون تيفي8 يناير 2025
لم تلدنا أمهاتنا “أحرار”
كاتب مشاغب

كم هو صعب أن تكوني “امرأة” في المغرب.. والأصعب أن تكوني فوق ذلك.. فنانة.. ومن عائلة أمازيغية لا يبتدئ اسمها العائلي ب”بن” .. ومن مدينة لا حظ لها بالذكر في مخططات التنمية والتطوير.. وتقرري كسر الطابوهات.. والتجرؤ على التحرر الفكري والإبداع الفني والثقافي.. وفوق هذا.. وذاك.. وذالك.. أن تحظي بذكر اسمك مقرونا بالترقية والنجاح والاعتراف بالتفوق.. دون غيرك من بقية”الفنانين” الكسلاء الأميين المعتمدين على الاستجداء والاستعطاء واستمناء كل مصدر عمومي لجلب رزق غير متعوب فيه.. فأمام مشهد كهذا.. لا بد أن يكون رد الفعل في مجتمع محافظ/رجعي يرفض التطور.. هو التهكم.. التنمر.. والاستفزاز.. بدل التشجيع والتحفيز الذي تستحقه “اللطيفة”.. الكل أدلى بدلوه في بئر الكراهية والحقد هذا.. دون معرفة لا بخبرة المعنية بالأمر.. ولا تكوينها الأكاديمي.. ولا مهام وكالة التعيين.. فقط هو كره ناتج عن خلفية لا تنظر للفن إلا انه شيء “نافلة” في الحياة لا قيمة له.. بل وذهب البعض في الهجوم إلى حد نشر صور خاصة.. من أعمال فنية سابقة.. بإيماءات تنضح من معجم الكبت.. مع تركيز شهواني على الجسم/الأنثى.. وسط جهل بالمكونات الفنية للعمل المسرحي.. وهذا انعكاس لتفكير جمعي يدعي القدرة على منح صكوك الأخلاق لمن انصاع لقوانين التخلف والرجعية .. وسط عجلة اجتماعية تدور للخلف.. دون امتلاك مرآة عاكسة.. في مجتمع كانت السيرورة الطبيعية له بعد الاستقلال.. أن يصل اليوم لعيش قيم التحرر والحريات والحداثة.. ولكن محطة الوصول ابتعدت عنه أكثر من أي وقت مضى.. والعكس ما حدث.. وخسر الكل معركة التقدم والرقي والتطور.. وأصبحت التقليدانية والخوف من الجماعة هو المسيطر.. مع سيادة الفكر المشرقي/التراثي.. وكل من سولت له نفسه الخروج عن سلطوية طابور التخلف هذا.. كان مصيره التنمر والتعرض لكل أشكال العنف الرمزي/النفسي.. كما وقع مع “اللطيفة”..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.