بعد قرار لبنان تسليم شاعر شهير للإمارات.. هل تنجح المنظمات الحقوقية في ثنيها عن قرارها الصادم؟

وادنون تيفي8 يناير 2025
بعد قرار لبنان تسليم شاعر شهير للإمارات.. هل تنجح المنظمات الحقوقية في ثنيها عن قرارها الصادم؟
وادنون تيفي: حسن الخباز
وادنون تيفي: حسن الخباز

يبدو أن السلطات اللبنانية تنوي إعادة إعمار بلدها عبر قنص و إعتقال كل المطلوبين من بلدانهم ومن غير بلدانهم وعقد صفقات لتسليمهم لمن يدفع أكثر، وهذا يسيء لباريس الشرق وحولها لباستيل الشرق كما وصفها البعض خلال هذه الضجة.

فقد قررت حكومة نجيب ميقاتي تسليم شاعر ليس إماراتيا ولا علاقة له بالعربية المتحدة في قرار صادم هز العالم هذا الأسبوع ولا يمكن أن يمر مرور الكرام، فالعالم تضامن مع الشاعر عبد الرحمان إبن الشيخ الراحل يوسف عبد الرحمان .

كل الأنظار متجهة حاليا صوب لبنان، والأمل معقود في ثنيها على إتخاذ هذا القرار الذي يسيء لكل مسؤول لبناني حالي إلى الأبد ولرئيس الحكومة الحالي على وجه الخصوص .

الشاعر المذكور هو مصري الأصل، له قصائد لاذعة كباقي الشعراء والمبدعين، وهذا كل ذنبه الذي جعله مطلوبا في مصر وفي الإمارات وسلطات هذين البلدين تطلب رأسه حيا أو ميتا وتتنافس على تسلمه من لبنان .

هذا حال عالمنا العربي البئيس الذي تهتم سلطاته بتوافه الامور وتعامل خصومها بكيد النساء، وتتعامل معهم بالخسة والدناءة، وتعطي الأوامر لإعلامها لتبرير قرارتها البئيسة هذه .

وقفات إحتجاجية كثيرة تشهدها العديد من عواصم العالم لحث لبنان على عدم تسليم هذا الشاعر للإمارات العربية المتحدة فقد كان توقيفه أصلا غير قانوني أساسا فضلا عن كونه يحمل الجنسية التركية وعلى لبنان أن تسلمه لتركيا.

وقد دخل عبد الرحمان يوسف القرضاوي أرض لبنان بشكل قانوني وغادرها باتجاه سوريا كذلك بشكل قانوني وبجواز سفر حقيقي فلم يتم إعتقاله وهو لم يرتكب أي جرم قانوني وهذا غير مقبول إطلاقا كما يقول بعض الحقوقيين الذين يدافعون عن حقه في العودة لتركيا .

هناك مطالبات قوية بعدم تسليمه لأن في تسليمه خطرا على حياته والقوانين والنواثيق الدولية تمنع هذا الإجراء والأصل في الحفاظ على حياة وحقوق الإنسان .

وإذا ما تم تسليمه للإمارات فسيتم تعذيبه شر تعذيب ويقضي عقوبة حبسية وبعدها سيتم تسليمه لمصر وسيتعرض لتعذيب أكبر وقد يعتقل مدى الحياة هذا إن لم تتم تصفيته في غياهب سجون الانقلاب .

فالإمارات العربية المتحدة ومصر معروفتان بإنتهاكها لحقوق الإنسان وسمعتهما سيئة في المجال الحقوقي بشهادات حقوقية دولية، وسجونهما تحتفظ بالآلاف من المظلومين الذين لم يقترفوا جرما وكل ما فعلوا أنهم عارضوا يوما النظام الحاكم .

يجب أن تتظافر جهود كل منظمات العالم والضغط على الدول العظمى المسموعة كلمتها بلبنان أو الضغط مباشرة على سلطات لبنان للوقوف ضد تسليم هذا الشاعر، فتسليمه كفيل بقتله وهذه جريمة ستكون لبنان شريكا أساسيا فيه إن سلمت عبد الرحمان القرضاوي فعلا .

السؤال الذي يطرح نفسه بحدة هو هل تنجح المنظمات الحقوقية التي دخلت على خط منع تسليم الشاعر عبد الرحمان القرضاوي في مساعيها؟ وهل ستتمكن من تحقيق هذا الهدف السامي الذي تسعى وراء تحقيقه؟ أسئلة كثيرة تبحث لها عن أحوبة شافية والايام القادمة كفيلة بالرد عليها .

هناك إحتمال أخير وهو تدخل تركيا بثقلها لإنقاذ هذا الشاعر، وهذا الإحتمال وارد جدا ومن حق أردوغان ان يطالب بتسلم القرضاوي لكونه يحمل الجنسية التركية أي أنه مواطن تركي له حقوق باقي الأتراك، فهل تتدخل تركيا للحيلولة دون تسليم الشاعر الشهير ؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.