ما أشبه الحوز بغزة رغم مرور شهور على الفاجعة.. من المسؤول واين الملايير التي رصدها الملك وباقي المساعدات؟

وادنون تيفي31 ديسمبر 2024
ما أشبه الحوز بغزة رغم مرور شهور على الفاجعة.. من المسؤول واين الملايير التي رصدها الملك وباقي المساعدات؟
وادنون تيفي: حسن الخباز
وادنون تيفي: حسن الخباز

ما أشبه الحوز بغزة، مع أن غزة مستعمرة و محاصرة من كل الجهات، يحاصرها اعداؤها وإخوانها ، لكن أقاليم الحوز لا هي مستعمرة ولا هي بالمحاصرة، الامر يستدعي فقط إرادة حقيقية وسيتم تدارك الأمر وتعود الحياة لهذا الجزء المهم من مغربنا الحبيب .

فقط أمر يتم إعطاؤه مثل الأمر الذي أعطي أثناء حادث زلزال الحوز والذي تحرك معه كل المسؤولين فضلا عن المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، فتحولت الأمور بالحوز مائة وثمانين درجة نحو الأفضل طبعا .

مالذي حدث بالحوز حتى يؤول لهذا المصير البئيس؟ ألم يستفد سكانه أو على الأقل بعض سكانه من السكن الذي خصصه عاهل البلاد للضحايا؟ وإذا كان هذا الطرح صحيحا فلماذا لم يستفد الجميع، أليس المواطنون سواسية؟

أسئلة كثيرة تحاصرنا من كل الجوانب كالحصار الذي تعيشه أقاليم الحوز حاليا، وهي بحاجة لأجوبة شافية وكافية ووافية، ويجب فتح تحقيق بهذا الخصوص لمعرفة حيثيات هذه القضية الخطيرة التي تزداد خطورتها يوما بعد يوم خاصة في هذا الفصل حيث الثلوج والأمطار .

كيف يستقيم الحال والدولة تحارب مدن الصفيح في كل انحائها ومازالت هناك خيام بالحوز، لا تشبه حتى خيام اللاجئين، أليس سكان هذه المناطق مواطنون مغاربة؟ لماذا يعاملون هذه المعاملة في بلدهم الاصلي ؟

معاناة حقيقية يعيشونها كل لحظة وآلام لا يقدرها ولا يحس بها إلا هؤلاء الضحايا الذين يكابدون قساوة البرد القارس والامطار الغزيرة وهم في خيام تخربها الرياح وتعريهم وتعري واقعهم البئيس وتفضح جشع المسؤولين المتسببين في مأساتهم .

مرت أزيد من سنة ونصف على زلزال الحوز الذي تعاطف معه العالم وأرسل المساعدات تلو المساعدات وأمر الملك بملايير الدرهم لإعادة تأهيل هذه المناطق لكن الحال أصبح أسوا مما كان عليه، فعلى الأقل كانوا يقطنون في بيوت لها أسقف وأصبحوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء .

عدد كبير من المغاربة يحتفلون بالسنة الميلادية الجديدة وإخوانهم يعانون الأمرين في كل لحظة، يعيشون حياة لا تليق بالحيوان فما بالك بالبشر، أين ذهبت كل تلك الاموال التي رصدها عاهل البلاد لفاجعة زلزال الحوز، فضلا عن أموال المساعدات التي حلت من كل حدب وصوب! .

لا يجب السكوت عن هذه الفضيحة، يجب محاسبة كل من ثبت تورطه في معاناة إخواننا في أقاليم الحوز، أين المجلس الأعلى للحسابات؟ أين وزارة العدل؟ اين النيابة العامة؟ أين فعاليات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية التي تتضامن مع حقوق النساء في التعري و المدافعة عن الإنحلال الأخلاقي؟

لماذا لا يهتم المسؤولون بالمغرب المنسي؟ لماذا يتم بناء الملاعب بالملايير الممليرة ويتم إهمال مدن بأكملها وقتلها بالبطيء؟ من المسؤول عن هذه الكوارث؟ متى يتم تدارك الأمر، عبر توفير سكن لائق لهذه الفئة من المجتمع! هل ينتظرون فاجعة أخرى تلفت انتباه العالم من جديد لهذه المناطق؟

المفترض أن هؤلاء مواطنون مغاربة ولهم نفس حقوق باقي مواطني المغرب، لقد كانوا يمتلكون بيوتا وأغناما وأراض فلاحية يستفيدون منها وأصبحوا معدومين في رمشة عين، ذهب الزلزال بكل ما يملكون، وزاد بعض أعوان السلطة من معاناهم عبر الابتزاز ومعاناتهم تتفاقم يوما عن يوم منذ الفاجعة .

أين نواب الأمة الذين يمثلون هذه المناطق، أين مسؤولي وزارة السكنى، لماذا لم يتم إيواء هؤلاء المواطنين؟ هل هناك حسابات خفية في هذه النازلة؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.