نظمت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة كلميم وادنون، يوم الأربعاء 25 دجنبر 2024، يوما دراسيا تمحور حول موضوع “واقع الواحات بالجهة وآفاق التنمية المستدامة”.
وقد شهد هذا اللقاء حضور ممثلين عن السلطات المحلية، والقطاعات الحكومية، وفعاليات المجتمع المدني المهتمة بالشأن البيئي والمنظومات الواحية، بالإضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام المحلية والوطنية، وأساتذة باحثين وطلبة من مختلف مناطق الجهة. كان الهدف من هذا اللقاء تسليط الضوء على الوضع الراهن للواحات بجهة كلميم وادنون، واستشراف آفاق تنميتها المستدامة في ظل التحديات المناخية الكبيرة التي تواجهها، مثل الفيضانات، والحرائق، والجفاف، والتصحر. كما شكل اللقاء ايضاً فرصة لعرض وتقاسم التجارب المدنية الناجحة ترافعيا للحفاظ على مجال الواحات وتثمين خصوصياتها البيئية والثقافية.افتتح اللقاء بكلمات ترحيبية، من طرف السيد ابراهيم الغزال رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان موكدا أن موضوع اليوم الدراسي يدخل ضمن الاهتمامات الرئيسية للجنة وللمجلس الوطني لحقوق الإنسان، خاصة أن الواحة بإرثها التاريخي والاجتماعي والثقافي، شكلت عبر الزمن ولاتزال واحدة من اهم محددات ومرتكزات الهوية المغربية. ورغم تطويرها لتدابير حياتها وعيشها اليومي في مجالات الري والزراعة مرورا بالعمارة والبناء وشق الطرق، الا أن الواحات تعيش اليوم حالة هشاشة كبيرة لكونها أول من يتأثر بكل المتغيرات سواء البيئية أو المناخية والاقتصادية والاجتماعية وهو الأمر الذي يستدعي المسارعة بابتكار حلول وإبداع مقاربات للنهوض بها والمحافظة على ذاكرتها وتراثها المادي واللامادي. وممثل السيد والي ولاية الجهة وممثلة السيدة رئيسة مجلس جهة كلميم وادنون، والسيدة رئيسة الجماعة الترابية أسرير حيث أكدوا على مدى أهمية الموضوع ضمن أولويات التنمية المستدامة وحقوق الإنسان.
كما تميز اللقاء بتقديم مجموعة من العروض من طرف ممثلي القطاعات الحكومية المعنية، شملت مداخلات حول إستراتيجية المديرية الجهوية للفلاحة، والوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الأركان، والمديرية الجهوية للمياه والغابات، والمديرية الجهوية للبيئة والتنمية المستدامة، ووكالة الحوض المائي لدرعة وادنون. وركزت كل هذه العروض على استراتيجيات حماية وتنمية الواحات وضمان استدامتها من خلال تدخلات شاملة ومتعددة الأبعاد.
من جانبها، قدمت جمعية الوفاق للتنمية والثقافة والتواصل، ممثلة برئيسها السيد الحسان خريبت، مداخلة بعنوان “الواحات والتحديات المناخية: التجربة الترافعية لجمعية الوفاق من أجل تثمين واستدامة واحة أكوك وحمايتها من الفيضانات”. استعرضت هذه المداخلة تجربة الجمعية في الترافع على المستويات المحلية والجهوية والوطنية والدولية، والجهود المبذولة لحماية واحة أكوك من التحديات المناخية والحفاظ على خصوصياتها الطبيعية والثقافية.
في الفترة المسائية، تواصلت فعاليات اللقاء بتنظيم ورشات عمل ركزت على قضايا محورية، منها:
– الواحة وإشكالية التغيرات المناخية .
– الواحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية
– الواحة كرافعة للتنمية الثقافية.
وقد اختتم اللقاء بصياغة مجموعة من التوصيات العملية التي سيتم رفعها إلى الجهات المختصة بهدف تعزيز الجهود الرامية إلى حماية الواحات وضمان استدامتها.