قبل يومين تم نقل النقيب محمد زيان من قاعة المحاكمة باستئنافية الرباط إلى المستشفى في حالة خطيرة جدا عقب تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، وجراء ذلك قرر القاضي رفع الجلسة مؤقتا بانتظار الإطمئنان على صحة وزير حقوق الإنسان السابق .
وقد بدى الزير السابق في وضع صحي حرج خلال آخر جلسة محاكمة بعدما قضى ازيد من عامين في غياهب السجون وسنه لا يتحمل فقد بلغ العمر عتيا حيث تجاوز الثمانين بثلاث سنوات فضلا عن معاناته من امراض مزمنة عديدة كمرض القلب و spa .
ويتابع رئيس الحزب الليبرالي المغربي سابقا على ذمة عدة قضايا وقد وجهت له النيابة العامة إحدى عشرة تهمة يقضي على إثرها خمس سنوات سجنا نافدا حكمت بها غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الربط، وقد استنفذ نصف هذه المدة تقريبا .
رجل بهذا العمر يجب ان يكون تحت رعاية أبنائه في قلب بيته لا في السجن وكأنه ارتكب جرائم جنائية ويشكل خطرا على المجتمع، كل ذنب المحامي زيان انه انتقد سياسة الدولة في بعض المناسبات وأصبح عنصرا مزعجا ارتات الحكومة ان تسكت صوته عبر اعتقاله ومحاكمته وإدانته بالسجن ليقضي فيه ما تبقى من عمره بعدما صار شيخا مسنا لا حول له ولا قوة .
هل نحن في المغرب بحاجة لإنشاء هيأة إنصاف ومصالحة في كل فترة وتعويض الضحايا من أموال دافعي الضرائب في قضايا تسببت فيها الدولة وبالأحرى بعض مسؤوليها الذين ليس من مصلحتهم محاربة الفساد .
سيأتي يوم يتم فيه تعويض أغلب سجناء الرأي القابعين اليوم خلف القضبان لا لذنب ارتكبوه فقط لمعارضتهم سياسة الدولة وفضحهم لرؤوس الفساد من اجل تنمية وتطور بلدنا ليصبح في مصاف الدول المتقدمة .
هناك مطالب كثيرة بالإفراج عن السياسي محمد زيان وقد انشئ لهذا الغرض هاشتاك “الحرية للنقيب زيان” والذي انتشر بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصار حديث الجميع .
وفاة النقيب زيان في الزنزانة ستشكل وصمة عار على المغرب والمغاربة، ومن العيب والعار ان نصمت كمجتمع مدني على هذه الفضيحة التي تسيء لمجتمعنا بكل شرائحه .
اين عقلاء هذا البلد، لقد حل وقت وضع حد لهذا النزيف، لم يتبق إلا باب القصر الملكي، نتمنى تدخلا عاجلا من جلالة الملك ليضع حدا لهذه المهزلة حتى لا تتطور لما لا يحمد عقباه لا قدر الله ؟
شيخ مسن توجه له إحدى عشر تهمة، ويتم سجنه، كم بقي له من العمر حتى يقضيه معتقلا؟ اعتقاله يسيء لبلدنا ويضعها في خانة الدول الاستبدادية القامعة لحرية الرأي والتعبير، لقد عفا ويعفو جلالة الملك على الكثيرين في كل مناسبة، ألم تنتبه لجنة العفو لملف هذا العجوز الذي زاده السجن ضعفا ووهنا ومرضا .
ارحموا عزيز قوم ذل، لقد كان وزيرا لحقوق الانسان وكان ناطقا باسم الحكومة وكان محامي الدولة وترافع لصالحها في عدة قضايا من بينها على سبيل المثال لا الحصر قضية محاكمة محمد نوبير الأموي والتي حركت ضده الشعب المغربي وأثارت ضده سخط الجماهير النقابية .
لكنه الآن نال تعاطف الجميع والكل يطالب بإطلاق سراحه خاصة بعدما تحول في شهور لجثة هزيلة نحيفة تمشي على الأرض، لم يعد يقوى حتى على المشي إلا بمساعدة رجال الدرك الملكي المكلفين بإحضاره للمحكمة .
لا يمكن لهذا المسلسل أن يستمر، وكل الأنظار موجهة نحو القصر الملكي من اجل وضع النقاط على الحروف ووضع نهاية سعيدة لهذا المسلسل بعدما كانت اغلب مشاهده درامية مؤثرة أحزنت المغاربة واخرجتهم للدفاع عن احد أشهر السياسيين الذين تعاقبوا على تدبير الشأن العام بالمغرب .