والله إني أحس بالخزي والعار في هذه اللحظة وانا أكتب هذا المقال الذي حرق قلبي حرقا وسيشعرني كل حرف منه بالمرارة والألم، والله وحده يعلم متى ينمحي أثر هذا ولا اظن انه سيزول أبدا لشدة قوته وتأثيره .
لقد قام بلدي بتسليم مواطن فلسطيني من عرب 48 للصهاينة المحتلين، وذلك بعد إشتباهه في وضع عبوة ناسفة قرب مكاتب وزارة الصحة في الناصرة عام 2021، وكان مبحوثا عنه منذ ذلك الحين .
نسيم خليبات بتهمة الصهاينة بتفجير مكاتب وزارة الصحة باستخدام جهاز التحكم عن بعد، وقد كتبت شرطة الكيان المحتل على موقع “إكس” أنها تسلمت بالفعل المتهم الذي تبحث عنه منذ شهور .
جدير بالذكر أن المواطن الفلسطيني دخل المغرب بجواز سفر إسرائيلي، وقد تم إعتقاله عام 2022 بالمملكة تبعا لمذكرة بحث دولية سبق أن أصدرتها إسرائيل بعد حادث التفجير مباشرة .
هذا وقد فر نسيم خليبات من الناصرة خلال شهر مارس وفق ما أكدته شرطة إسرائيل في منصتها على موقع تويتر سابقا، واعتبرت في تصريحها أن عملية التسليم هذه تعد المرة الأولى من نوعها لشرطة الكيان المحتل .
هذا ويذكر أنه لا وجود لمذكرة تسليم المتهمين بين المغرب وإسرائيل، لكن المغرب سلم المواطن الفلسطيني الحامل للجنسية الإسرائيلية، وقد أكد محامي نسيم خليبات أن موكله عانى الأمرين على إثر ظروف الإحتجاز بالمغرب وأنه طالب بتسليمه لإسرائيل حتى يثبت براءته .
وأضاف نيك كوفمان أن عملية التسليم استغرقت وقتا طويلا مع أن المتهم نفسه وافق عليها وطالب بترحيله لإسرائيل ليؤكد للعالم أنه بريء ويعود لممارسة حياته الطبيعية حرا طليقا .
بعدما تعمقت في بحث هذه القضية وعرفت أن نسيم هو الذي رغب بعودته طواعية وعن طيب خاطر وهو بكامل قواه العقلية التمست العذر لسلطات بلادي، خاصة وأن قضاءنا قبل يوم واحد قضى بعدم تسليم مواطن مصري معارض لبلده .
والكل كان يتوقع تسليم الدكتور عبد الباسط الإمام لمصر لكن القضاء المغربي حكم ببراءته وعدم تسليمه لسلطات الانقلاب بمصر حيث سيلاقي أشد العذاب على أيديهم. وقد صفق العالم لقرار القضاء المغربي النزيه .
إذن تم تسليم المواطن الفلسطيني الإسرائيلي بطلب منه بل وبرغبة ملحة حسب محاميه وقد رفض الاحتجاز بالمغرب لأنه ضمن براءته وكل ما يتطلبه الامر حسبه هو المثول أمام القضاء الإسرائيلي .
السؤال المهم هنا هو لماذا لم تخرج السلطات المغربية عن صمتها وتوضع عبر بلاغ صحافي أو خرجة للناطق الرسمي باسم الحكومة لتوضيح ملابسات هذه القضية التي تحدثت عنها صحف العالم ولم نعرف بعد حيثيات هذا القرار من الحكومة المغربية .
خرجة إعلامية قصيرة كفيلة بإبراء ذمة المغرب سيما وأن المشتبه فيه كان صاحب المبادرة وطالب بتسليمه في أقرب فرصة مع ان المغرب ماطل في التسليم لمدة تناهز السنتين من الزمن .
وهذا إن دل على شيء إنما يدل على عدم رغبته في التسليم خاصة وانه لا وجود لمذكرة تسليم للمطلوبين بين البلدين، وأن قرار التسليم جاء تنفيذا لرغبة نسيم خليبات نفسه .