إكتظت صفحات سورية وعربية منذ ليلة امس بأخبار تفيد حملة إغتيالات تشمل أبرز علماء الشام بعد سقوط نظام السفاح بشار الأسد، والكل يتساءل عن مدى صحة هذه الأخبار .
فقد نشرت عدة صفحات خبر إغتيال العالمة شادية الرفاعي وهي عالمة ذرة معروفة بالعالم عموما وبسوريا على وجه الخصوص، وتناقلت خبر الإغتيال عشرات الصفحات الفايسبوكية وإنتشر الخبر إنتشار النار في الهشيم .
كما إنتشر خبر إغتيال العالم حامد الدمشقي أحد ألمع العقول في مجال الفيزياء النووية، والذي ساهم في تطوير العديد من المشاريع العلمية كما ساهم في إنشاء معهد الأبحاث النووية بسوريا .
ولن يتوقف الامر عند هذا الحد بل سنسمع يوميا حوادث إغتيال أخرى وسيناريو العراق سيتكرر بحذافيره حتى تدمر كل عقول العرب النابغة كي لا يتقدمون قيد أنملة ولا يتحقق علمهم بمنافسة الغرب .
كما إنتشر خبر إغتيال عالم الكيمياء السوري الدكتور إسماعيل حمدي ندى، وهذا الخبر إنتشر إنتشار النار في الهشيم بوسائل التواصل الإجتماعي، وتفاعل معه رواد المنصات الاجتماعية بشكل كبير .
بالنسبة للخبر الأول فقد أكد موقع الفينق زيفه وعدم صحته وأكد ان العالمة شادية الرفاعي تعيش منذ سنوات بأمريكا ولم تطأ قدمها أرض سوريا لحد الآن .
أما بالنسبة للخبر الثاني فقد نشره موقع اليوم السابع وهو أحد اكبر المواقع الإلكترونية على الصعيد العالمي وليس فقط عربيا مما يؤكد صحة الخبر .
على كل حال، فأغلب المحللين يتوقعون لسوريا مصيرا مشابها لمصير العراق حيث أنه مباشرة بعد إسقاط النظام بدأت حملة تصفية أبرز العقول التي أنجبتها أرض كنعان .
وقبل دقائق أعلن المرشد الخميني أن إيران تتوفر على أدلة قاطعة تفيد بضلوع أمريكا وإسرائيل في الإطاحة ببشار الأسد، وقد أكد الجولاني أمس أن دخول إسرائيل للأراضي السورية يتم بالتنسيق بين كلا الطرفين .
ألا يحق للعرب أن يعيشوا بسلام في ظل أنظمتهم أو حتى بعد إسقاطها، لماذا لا تنتهي كل الثورات بسلام بعد نجاحها في إسقاط الديكتاتور والديكتاتورية، من يخطط للتنغيص على حياة ذوي الشعر الأسود، من له المصلحة في كل هذا .
طبعا أمريكا والصهاينة هم المتهمون بالدرجة الأولى، وخير دليل ما وقع بالعراق على سبيل المثال لا الحصر، وكلنا له علم بما يحصل في العراق الشقيقة .
هناك أيضا اليمن، ليبيا، السودان ودول أخرى في الطريق، وهذا يؤكد أن أمريكا تسعى فعلا لتقسبم الدول العربية على وجه الخصوص وتشتيشها حفاظا على أمن إبنتها المدللة إسرائيل .
لماذا يظل العرب على الدوام الحلقة الأضعف والطريق السهل واللقمة السائغة التي تظل دوما في المتناول، متى يسترد العرب أمجاد الماضي، إذا إستمرت الأوضاع على هذا الحال فلن تستقيم أحوال العرب نهائيا .