لم تعتد الشعوب في عالمنا العربي سماع بلاغ مرض ملكهم او رئيسهم، فالملك أو الرئيس حسب بعض الانظمة لا يمرض ولا يصاب باذى وهو ما يعملون على إيصاله لشعوبهم لعدة أسباب .
يحسب هؤلاء أن بلاغ مرض الملك او الرئيس قد يحيل على ضعفه ومن تم احتمالية وقوع انقلاب، والبلاغ ايضا سيؤكد للشعب أن الملك او الرئيس بشر وأنه مثلهم وهذا ما لا ترضاه هذه الأنظمة التي تحاول إخبار شعوبها ان ملكهم او رئيسهم فوق البشر .
يحدث هذا طبعا فقط عند الأنظمة العربية الاستبدادية أما دول العالم الديمقراطية فتضع شعوبها في صورة ما يحدث للملك او الرئيس من امراض وعلل كنوع من الشفافية ولانه من حق الشعب ان يطلع على حال مسؤوله الأول .
وهذا واقع الحال بالنسبة لنا في المغرب، فكلما مرض ملكنا أو حتى أصيب بنزلة برد يصدر بيان عن الديوان الملكي او الفريق الطبي الملك يشرح حالة العاهل المغربي بالتفصيل الكامل .
وفي هذا السياق، نشر الفريق الطبي للملك امس بلاغا صحافيا للرأي العام المغربي يشرح من خلاله آخر تطورات الوضع الصحي لمحمد السادس بعد سقوطه إثر ممارسة رياضية .
فبعدما كان ملكنا يزاول الرياضة كعادته اليومية، سقط واصيب بكسر في عظم عضد كتفه الأيسر وهو ما استدعى تدخلا طبيا عاجلا شهدته المصحة الملكية بالرباط حيث خضع الملك لعملية جراحية تكللت بالنجاح حسب نفس البلاغ .
وأضاف البلاغ الصحافي انه عقب هذه العملية الجراحية سيتم تثبيت الكتف الأيسر لجلالته لمدة شهر ونصف ثم ستليها فترة لإعادة التأهيل الوظيفي لكتف الملك محمد السادس شفاه الله وعافاه .
كما ذكر البلاغ أسماء الدكاترة الأكفاء الذين سهروا على هذه العملية الجراحية والتي تكللت بالنجاح وتمت بسلام ولله الحمد وهم اطباء اختصاصيون في جراحة العظام والمفاصل .
طبعا فالبلاغ الصحافي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الملك يعتبر شعبه راشدا لا قاصرا يخفي عليه مثل هذه التفاصي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشعب المغربي يعامل معاملة الشعوب الراقية التي يحترمها حكامها ويضعونها في صورة في كل ما يحدث ويشركونها في كل صغيرة وكبيرة .
يحدث هذا طبعا فقط في الدل الديمقراطية التي تهتم بشعوبها وتعتبرها شريكا أساسيا لا محيد عنه وأنها تمثله فعلا ولا تمتلكه وتحجر عليه وتستعبده، وهذا يؤكد ان مغربنا يسير في الإتجاه الصحيح .
جدير بالذكر ان الديوان الملكي خرج غير ما مرة ببلاغ صحافي يؤكد من خلاله مرض الملك او خضوعه لعملية جراحية أو لفترة نقاهة وحتى خرجات الملك غير الرسمية وعطله يعرف بها وعنها المواطن المغربي كل التفاصيل وبالصور والفيديوهات لأننا في دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى دولة .
سر حرص الملك على إحاطة شعبه بأدق تفاصيل حياته هو أن جلالته على يقين أنه واحد منهم وأنه قريب منهم وان من حق شعبه أن يكون على بينة من كل يحدث بالقصر الملكي من أفراح وأتراح، من مسرات وأحزان من كل التفاصيل مهما بدت للبعض صغيرة وهذا سر حب الشعب لملكه .
خالص التمنيات بالشفاء العاجل نتمنى لملكنا العظيم، و تهاننينا الحارة بمناسبة تكلل العملية الجراحية بالنجاح، ولابد من توجيه خالص الشكر للطاقم الطبي الذي سهر عليها وعلى رأسهم الطبيب الخاص لجلالة الملك بليمني لحسن والبروفيسورات : الزين علي و عبيد سليم و بنشقرون محمد المتخصصون في جراحة العظام والمفاصل .