أظهرت النتائج الرسمية لاختبار “تيمس” (دورة 2023) في الرياضيات والعلوم، الذي تم الإعلان عنه يوم الأربعاء 4 ديسمبر 2024، استمرار تذيل المغرب للترتيب العام، حيث احتل المرتبة الأخيرة أو ما قبلها بعدد من المواد الدراسية والمستويات التعليمية.
وفي تعليق على هذه النتائج، أفاد الخبير التربوي ورئيس الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم، عبد الناصر الناجي، لـ”صوت المغرب” أن “ما يثير القلق هذا العام هو تراجع المغرب بـ67 نقطة في تقييم العلوم للمستوى الثاني إعدادي، وهي أسوأ نتيجة تحققت منذ أكثر من عشرين سنة.”
تراجع حاد في تحصيل تلاميذ الإعدادي
وأشار الناجي إلى أن أكثر ما يبعث على القلق هو تراجع نسبة التلاميذ المتحكمين في الحد الأدنى للكفايات في العلوم، حيث انخفضت هذه النسبة من 48% إلى 18% فقط في التعليم الإعدادي، وهي أقل نسبة تم تسجيلها بين جميع الدول المشاركة في هذا التقييم، وأضعفها في تاريخ المشاركة المغربية.
تحسن طفيف في التعليم الابتدائي
في المقابل، سجلت نتائج التعليم الابتدائي تحسنًا طفيفًا تراوح بين 10 و16 نقطة، مع تقدم ملحوظ في نسبة التلاميذ الذين أظهروا تحكمًا في الحد الأدنى للكفايات، حيث وصلت النسبة إلى 46% في الرياضيات و47% في العلوم. ورغم هذا التقدم الطفيف، استمر المغرب في تذيل الترتيب العام، متقدمًا على دولتين فقط.
أسباب التراجع في التعليم الإعدادي
عزا الناجي التراجع الكبير في نتائج التعليم الإعدادي إلى عدة عوامل، أبرزها عجز المنظومة التربوية عن معالجة الخصاص الكبير في التعليم الذي خلفته جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى السياسة التعليمية التي سمحت بانتقال التلاميذ من التعليم الابتدائي إلى الإعدادي دون استحقاق النجاح. كما أشار إلى ضعف تكوين المدرسين في المواد العلمية، وهو ما تفاقم بعد اعتماد سياسة التوظيف بالتعاقد، التي ركزت على الكم بدلاً من الجودة، خصوصًا مع ضعف عدد الحاصلين على الإجازة في التربية وضعف التكوين الجامعي في هذه التخصصات.
تأثير تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية
من جهة أخرى، أشار الناجي إلى أن تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية يشكل أحد الأسباب المؤثرة على التحصيل الدراسي، خاصة في ظل معاناة التلاميذ من ضعف في هذه المادة، مما يؤثر سلبًا على أدائهم في العلوم.
مراجعة المنهاج الدراسي ضرورة ملحة
وطالب الخبير التربوي بضرورة مراجعة المنهاج الدراسي الوطني ليواكب المعايير الدولية، وينسجم أكثر مع مضامين المنهج الذي يعتمد في هذا التقييم الدولي. وقال إن “هذه المراجعة أصبحت ضرورة ملحة، خاصة في ظل هذه النتائج السلبية.”
عن اختبار “تيمس”
يُعد اختبار “تيمس” (Trends in International Mathematics and Science Study) تقييمًا دوليًا يُجرى كل أربع سنوات لقياس مستوى تحصيل الطلاب في الرياضيات والعلوم. يستهدف التلاميذ في الصفين الرابع والثامن، ويهدف إلى تقييم معرفة الطلاب الأساسية وقدراتهم في حل المشكلات. كما يوفر اختبار “تيمس” تحليلاً للفجوات بين الأنظمة التعليمية حول العالم، ويتيح تقديم توصيات لتحسين المناهج وأساليب التدريس.
يشتمل محتوى اختبار “تيمس” في الرياضيات على مواضيع مثل الأعداد والجبر والهندسة والإحصاء، وفي العلوم على الأحياء والكيمياء والفيزياء والجغرافيا البيئية. يعتبر هذا الاختبار أداة هامة لتحديد نقاط القوة والضعف في الأنظمة التعليمية، ويعمل على تعزيز جودة التعليم في الدول المشاركة.