اندبندت سترونغ مان

وادنون تيفي28 نوفمبر 2024
اندبندت سترونغ مان
كاتب مشاغب
كاتب مشاغب

كم سكتنا .. وصبرنا.. وكتمنا غلنا.. غضبنا.. رفضنا لواقعنا المهين.. ولكن حان الوقت للتغيير..وإطلاق صرخة الحرية.. وقول لا ..وألف لا.. لا لاضطهاد الرجل.. لا لإسكات صوته.. لا لإضعاف موقفه.. لا لجعله كومبارس بدور ثانوي في فيلم الحياة.. كلنا هنا بصوت واحد.. صوت الدعوة للمساواة مع شقيقتنا المرأة.. اختنا المحظوظة.. وهبتها الحياة كل شيء.. ولم تترك للرجل سوى التعب والشقاء والكد .. فالكل يرفضه.. بل يرفض كل ما هو مذكر.. ويتخلى عنه.. وبالمقابل الكل يتقرب.. يتزلف.. يتملق لكل ما هو مؤنث.. يتلطف لها.. في الإدارة.. في الطوابير..ويدلل كل الصعاب أمامها.. هكذا نحن في مجتمعنا البئيس هذا.. اخترعوا حقوقا لكل المخلوقات فوق هذه البسيطة.. إلا الرجل.. أتتصور أن للشجرة عيد.. ويوم.. وقانون.. وللوردة.. وللماء والسماء والأرض.. والرجل لا.. أي ظلم هذا الذي أصابنا.. وأي هوان… ثقافة “لي فام دابوغ” تركتنا ننصاع ونتنازل.. ربما بحسن نية.. وما قضى علينا سوى حسن نيتنا وطيبوبتنا.

فكل ما له علاقة بالمرأة تحقق.. مؤسسات للأمومة حصرا.. تحمي .. تنصح.. وتوجه.. ولا ذكر للأب المسكين.. كأنه لا يستحق شيئا.. لا حماية ولا نصحا ولا توجيه.. إدارات وجمعيات وتنسيقيات و..و..و خلقت كلها لخدمة الأم.. حماية ضحايا العنف.. النساء طبعا.. ضحايا الطلاق.. النساء طبعا.. برامج.. إعلام.. صحافة.. تكالب الكل علينا.. حتى صرنا في ذيل المخططات والبرامج والاهتمامات.. حتى الأم العازبة.. تجد الكل يدافع عنها ولا احد يدافع عن الأب العازب.. أو يحدد موقفه ومسؤوليته.. فالأمر محسوم.. المسكين لا احد يتكلم عنه.. مدان من طرف الجميع دون محاكمة.. وما عليه سوى الانصياع والخضوع.. فالحق معروف صاحبه.. أو على الأصح صاحبته.. من لحظة اكتشافها بذرة الخطيئة في بطنها.. تجد كل الأبواب أمامها مفتوحة للإرشاد والتوجيه.. وكافة الجماهير ترغب في الأخذ بحقها..

حتى اللغة العربية طوروها وحرفوها وغيروها من اجل حلاوة عيون الست.. علمونا قبلا أن الجمع مذكر سالم ولو كان اغلبه إناث… أما اليوم أصبحت جريمة أن تخاطب الجميع في لفظ واحد.. لا بد من التمييز يا صديقي.. التلميذات والتلاميذ.. الأستاذات والأساتذة.. الموظفات والموظفين.. والحرص على ذكر الإناث قبل الذكور… تكبيرا لهن وتفخيما وتشريفا..

أخيرا وليس أخرا.. وفي هذه اللحظة الكئيبة.. لا طلب .. ولا أمل..سوى المساواة..ورفع الحيف..فقد طفح الكيل.. ووصل السيل الزبى.. عسى أن تزول الغمة ويعيش الجميع في سلام.. وختاما لا ناقة لي في هذا ولا جمل.. لست مع هذا .. ولا مع تلك.. فما أنا إلا كاتب مشاغب..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.