اجتمع بالأمس عشرات المعجبين بإلياس المالكي امام باب محكمة الاستئناف بمدينة الجديدة قصد التضامن معه ومؤازرته ومعرفة آخر تطورات قضيته، وقالوا في البداية أن المحكمة أجلت البث في القضية إلى يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري .
حضرت المحاكمة الكثير من المواقع الإلكترونية ومنها بعض الجرائد الجادة والتي يحكمها قانون “الجمهور عايز كده”، التأموا في مجموعتين مواجهتين لباب المحكمة منتظرين سيارة الشرطة التي ستقل نجمهم المفضل ليستمتعوا بطلعته البهية .
قبل واثناء خروج سيارة الأمن انطلقت شعارات تضامنية مع المؤثر إلياس المالكي، ولم تستطع سيارة الامن الخروج إلا بشق الأنفس وبعدما اعطاها أحد أتباع المالكي الإشارة للخروج .
هذا هو المستوى المنحط الذي وصلنا إليه، فعوض ان يخرج هؤلاء ضد الغلاء وضد اعتقال شرفاء الوطن من مناضلين وصحافيين وسياسيين، نجدهم يلهثون وراء التفاهة والتافهين لكن كل إناء بما فيه ينضح ومعامن شفتك معامن شبهتك كما يقول المثل الدارج .
انتفض المغاربة العقلاء من خلال التعليقات وانتقدوا بشدة هذا الحضور وهذا التضامن مع التفاهة والعنصرية والتطرف، وطالبوا الفايسبوك باعتماد تعليقات صوتية ليشفوا غليلهم في هذه العينة التي تتنفس معنا نفس الاوكسجين .
من خلال هذا الحضور الهائل، تأكد رسميا وبما لا يدع مجالا للشك أننا نتوفر على الكثير من إلياس المالكي وليس شخصا واحدا فقط، الكثير من التافهين الذين لا يملكون سوى الكلام النابي والساقط كسلاح واجسامهم اجسام بغال لكن عقولهم عقول عصافير .
أين الجمهور الأمازيغي الذي قاضاه، لقد اكتظت جوانب المحكمة بجمهوره فقط ومنهم من جاء من مدن بعيدة لمؤازرته، كيف لمثل هذه النماذج ان تكون مؤثرة ويكون لها جماهير واسعة تتضامن معها علما انها لا تمتلك إلا الكلام النابي والفاحش والساقط ولا مستوى تعليمي لها .
إن بقينا على هذا المنوال وسرنا بهذه الوثيرة فلنقرأ على المغرب السلام، ولنتأسف على مستقبلنا الذي بدات تظهر ملامحه من الآن، فهذه الظاهرة غريبة ودخيلة على مجتمعنا المسلم المحافظ الذي يفترض ان يكون متشبثا بتعاليم دينه الحنيف متمسكا بالأخلاق والمثل العليا .
جدير بالذكر ان إلياس المالكي سخر من الأمازيغ واتهمهم بالجوع وضعف العقل فاتحدت ضده الكثير من الجمعيات والفاعلين وقاموا برفع دعوى قضائية ضده وهي التي يحاكم على ذمتها الآن وقد أدين بأربعة أشهر نافذة .
مالذي أصاب بعض المغاربة حتى وصلوا لهذا الدرك الأسفل من السفالة والجهل والغباء، هل فعلا هذا هو مستوى اغلب المغاربة، أقول هذا لأن التفاهة تجتمع حولها عشرات الميكروفونات في حين أن الجدية لا تجد من يساندها ويدعمها .
لو كان الشرفاء الأحرار يحضون بمثل هذا الإحتفاء والمواكبة لصرنا في مصاف الدول المتقدمة ولقطعنا أشواطا متقدمة في طريق النهضة والتقدم والتنمية لكن كما قال الشاعر :
قد أسمعت لو ناديت حيا
لكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارا نفخت فيها أضاءت
ولكن انت تنفخ في الرماد