نظمت شعبة التاريخ والحضارة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في إطار أنشطتها لموسم 2024 ـ 2025 لقاء علميا، استضافت فيه الأستاذ عثمان المنصوري، أستاذ الشعبة ورئيسها السابق المتخصص في الفترة الحديثة والمعاصرة وفي العلاقات المغربية البرتغالية والذي قدم محاضرة في موضوع: “الكتابات التاريخية البرتغالية مصدرا لمعرفة تاريخ المغرب” في4 نونبر الماضي 2024 بقاعة الدكتوراه و تنظيم الأستاذتين: نوال متزكي ولمياء الغزاوي
استهل الأستاذ عثمان المنصوري محاضرته بالتأكيد على وجود تاريخ مشترك بين المغرب والبرتغال، وذلك من خلال محطات مهمة من تاريخ البلدين، منذ مرحلة الوجود المغربي بالأندلس، ثم فترة التوسع البرتغالي في الثغور المغربية وما واكبه من أحداث، ومنها الاستيلاء على سبتة ومعركة وادي المخازن ثم تحرير الجديدة الذي أنهى تماما الوجود البرتغالي بالمغرب، ثم مرحلة ما بعد توقيع اتفاقية السلم بين البلدين ابتداء من سنة 1774.
ولاحظ المحاضر أن هذا التاريخ يشتمل على نفس الأحداث ولكنه كتب بمقاربتين مختلفتين، واحدة مغربية تركز على المغرب من الداخل، وأخرى برتغالية تنظر إلى أحداث من الخارج، لكن المفارقة التي يجدها الباحث في هذا التاريخ، هي أن مصادرنا فقيرة وشحيحة بالمعلومات، وخاصة عن أحوال الثغور المحتلة، وتفاصيل الحياة العامة والعلاقات بين الثغور وباقي الجهات المحيطة بها، ويمتد الفقر حتى إلى الأحداث الكبرى ومنها على الخصوص معركة وادي المخازن، بينما يجد الباحث البرتغالي وفرة في المصادر والوثائق، وتنوعا، واكبه اهتمام أكثر، حتى بالنسبة للمعركة التي اعتبرت كارثة بالنسبة لتاريخ البرتغال، مما أتاح استمرارا في الكتابة عن هذه الحلقات المشتركة لدى الباحثين حتى اليوم، فالمصادر والتقارير والرسائل والمعاهدات والشهادات والمعاينات، وكتب المحاسبات في الثغور والموانئ، ووثائق الكنيسة وغيرها محفوظة في أهم المكتبات البرتغالية.
يضاف إلى هذه الوضعية، عائق اللغة الذي يمنع الجانبين من الاطلاع مباشرة على ما كتب بالبرتغالية هنا وبالعربية هناك، لذلك كان من الضروري أن يتصدى بعض الباحثين الذين يملكون ناصية اللغتين للترجمة بغية التعريف بما صدر ويصدر من أبحاث في المغرب والبرتغال لدى الطرف الثاني.
وفي هذا الصدد ، استعرض الباحث بعض الأعمال الأساسية التي ترجمها، واستعرض مضامينها مبينا قيمتها العلمية، وهي موزعة على فترة تاريخية تبدأ بالاستيلاء البرتغالي على سبتة، وتستمر إلى ما بعد اتفاقية السلم المشار إليها، وهي : كتاب التوسع البرتغالي لدافيد لوبش، وكتاب معركة القصر الكبير لكيروشفيلوزو، وكتاب البرتغال والمغرب لأوليفييرامارتينش، والملوك المغاربة ورحلة الملك البرتغالي الدون فرناندو إلى المغرب للقنصل البرتغالي جوزي دانييل كلاصو.