“الشعر والمسرح والذاكرة” موضوع ندوة بتغمرت

وادنون تيفي3 نوفمبر 2024
“الشعر والمسرح والذاكرة” موضوع ندوة بتغمرت

احتضنت منطقة تغمرت جماعة أسرير إقليم كلميم، مساء امس السبت، ندوة فكرية حول موضوع “الشعر والمسرح والذاكرة”، بمبادرة من دار الشعر بمراكش وتنسيق مع جمعية أدوار للمسرح الحر بكلميم، وذلك ضمن فعاليات الدورة السابعة لمهرجان كلميم الدولي لمسرح الجنوب.

وتروم هذه الندوة التي أطرتها ناقدات وباحثات في المسرح و الأدب، ملامسة العلاقة بين الشعر والمسرح، ومقاربة التقاطعات الجمالية بين هذين المجالين الادبيين، واستعراض القضايا التي تهم الخطاب الشعري والإبداعي والمعرفي.

وعرفت الندوة مداخلة السيدة نزهة حيكون، أستاذة المسرح بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر، التي تطرقت  لحضور الشعر في المسرح ودورهما معا في الحفاظ على الذاكرة، و استعرضت نماذج مسرحية في هذ السياق لكنها ركزت  على مسرحية “سيدي عبد الرحمان المجدوب”  للطيب الصديقي لأنها تأسست على الديوان الشعري و استحضار اللغة الشعرية في مفردات العرض من ملابس وسينوغرافيا وديكور.

وخلصت الباحثة إلى أن العلاقات القائمة بين القطبين  شعر-مسرح تخدم الذاكرة سواء الجماعية والفردية من أجل التأريخ والتوثيق خاصة التوثيق الفني الذي لا يزال متعثرا في المغرب والوطن العربي.

من جانبها، أبرزت  الأستاذة المحاضرة بمعهد المهن التمريضية وتقنيات الصحة بتزنيت (مادة التواصل)، أسماء كريم، أن المسرح يشكل جسرا للتواصل بين الماضي والحاضر واستهلت مداخلتها بالحديث عن  شعرية المسرح والعناصر التي تشكل جوهر هذه الشعرية وتؤثر في المتلقي و تحقق شعرية المسرح، وانتقلت بعدها للحديث عن الذاكرة  باعتبارها منبعا خصبا للمسرح التي يعود إليها وينبش فيها الكاتب ويستقي منها الشخصيات والأحداث والمواقف ليخلدها في التص المسرحي.

وعلاقة بذلك،  تطرقت نوال بن براهيم، استاذة التعليم العالي بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، الى موضوع شعرية المسرح المغربي والذاكرة  التي تأثرت  بالمسرح الشرقي والغربي والتراث لكنها  ترجمت في الكثير من التجارب المغربية الخاصة، ووقفت عند المسرح الحساني وكيف استغل هذا الأخير الذاكرة الجماعية و المتكونة من التراث والتراكيب والأحداث والأزمنة، فكون شعرية خاصة به.

وخلصت إلى أن  الشعرية الحالية جديدة وتنزاح عن الكلاسيكية لكونها تتميز بالالتقاء والتجادب بين السرد والشعر والمسرح في نفس الوقت، متسائلة في الوقت ذاته عن مدى وجود أدوات نقد جديدة لتحليل هذه الظاهرة الجديدة في المسرح والاستغناء عن المعايير القديمة التي اصبحت نسبية.

وجرى خلال الندوة، تكريم الشاعر والكاتب المسرحي عبد اللطيف الصافي الذي أعطى الكثير للثقافة بجهة كلميم واد نون خاصة في مجال المسرح بدءا من المسرح المدرسي و إلى فرقة أدوار للمسرح الحر التي تألقت وطنيا و دوليا.

وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات المهرجان ستختم يوم غد الأحد، بتقديم مسرحيتي ”سندريلا” لفرقة مسرح العرائس والتسلية موجهة للأطفال،  وجنان القبطان أو اللعب في الجنان لجمعية النادي الفني المراكشي.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.