بعد نجاحها في حل الكثير القضايا العالقة، دخلت أخيرا مؤسسة وسيط المملكة في قضية طلبة الطب التي ظلت تراوح مكانها منذ زمن بل ووصلت للباب المسدود بعد عجز حكومة أخنوش في فك رموزها في الكثير من المناسبات .
بدأت بوادر الأمل تظهر والملف يدنو رويدا رويدا من الحل أخيرا، وبعد عشرات الوقفات الاحتجاجية سواء أمام الكليات المعنية او امام البرلمان، قرر وسيط المملكة الدخول ب”خيط أبيض” من أجل لملمة هذا الملف الشائك والذي ظل حجر عثرة في وجه طلبة الطب وحرمهم من إتمام دراستهم للحصول على الشهادة النهائية التي تخول لهم ممارسة مهنة الطب بشكل قانوني .
هددوا بمغادرة البلاد والعمل بالخارج حيث فرص العمل شاغرة وظروفه مواتية ورفضوا السبع سنوات المفروضة من أجل استكمال التكوين الدراسي الجامعي ولهم أسبابهم المقنعة طبعا لكن وكما قال الشاعر :
قد اسمعت لو ناديت صخرا
لكن لا حياة لمن تنادي .
ووجهوا بالعصى وإعادة التربية من حكومة أخنوش التي توعد رئيسها المغاربة بتربيتهم من جديد، وعوملوا كمجرمين، مع ان مسيراتهم سلمية ومطالبهم مشروعة ولا يطالبون إلا بحقوقهم دون تخريب ولا تدمير لا للممتلكات العامة ولا الخاصة .
لن ننسى كمغاربة صفعة ذلك الشرطي لطالبة مغلوبة على أمرها لم يكن لديها من رد عليه إلا جملة : ” هانا غادية غير ما تدفعنيش “. طبعا، قد يكون المغاربة نسوا أمر الصفعة بصفعات أخرى وجهت وتوجه لهم يوميا بطريقة او بأخرى .
كل الاتهامات وجهت لوزير التعليم العالي وتمت المطالبة بإقالته بعدما ضيع عليهم سنة كاملة حسب تصريحاتهم وبلاغاتهم الصحافية، وكان رد ميراوي بمقترحات جديدة لإنهاء الأزمة معلنا عن برمجة دورة استثنائية جديدة في الرابع من أكتوبر والتزام وزارته بإلغاء نقطة الصفر واستبدالها بالنقطة المحصل عليها .
تسعة أشهر من الاحتجاجات اليومية، طالب من خلالها الطلبة وضع حد لمعاناتهم وإيجاد حل جذري ونهائي لأزمتهم ورفضوا اقتراح الوزير الوصي واعتبروه هروبا للأمام .
هل ستتم حلحلة هذا الملف الشائك بعد دخول وسيط المملكة على الخط ؟ هل ستستمر معاناة هؤلاء الطلبة ؟ هل ستتوقف سلسلة المحاكمات التي تطال المحتجين ؟
هذه الأسئلة وغيرها سنعرف أجوبتها أو على الأقل أجوبة بعضها في الأيام القادمة .