رغم الجفاف الذي دام بالمغرب سنوات وفي ظل ندرة المياه ودعوة الوزارة الوصية على هذا القطاع الحيوي للمواطنين صباح مساء في كل وسائل الإعلام بترشيد استعمال الماء والحرص على عدم تبذيره فإن كل هذه الدعوات لا تجد آدانا صاغية .
فالحكومة التي من المفترض ان تكون قدوة ومثلا أعلى للشعب في ترشيد استعمال المياه وعدم تبذيرها نجدها تقوم بالعكس بل وتبذره بشكل مبالغ فيه عبر طرق كثيرة بلا حسيب ولا رقيب .
جدير بالذكر أنه سبق ان تدخلت وزارة الداخلية بثقلها وحددت أيام عمل الحمامات وقلصتها ونفس الأمر قامت به بخصوص محلات غسيل السيارات واصحاب المسابح والحدائق وكل من يمكن ان يساهم في تبذير استعمال المياه الصالحة للشرب .
ورغم شح المياه واضطرار الحكومة للالتجاء لتحلية مياه البحر عبر إنشاء عدة محطات من بينها المحطة الأكبر على الصعيد الإفريقي والتي تم إنشاؤها بمدينة الجديدة فحكومة أخنوش مازالت تزرع ملايين الأطنان من الأفوكا والبطيخ الأحمر وفواكه وخضر اخرى تستهلك ملايير الأمتار المكعبة من المياه الصالحة للشرب .
والادهى والأمر أن جل إن لم نقل كل هذه الخضر والفواكه معدة للتصدير للخارج ولن يستفيد منها الشعب المغربي بل وتصدر بأثمنة ارخص بكثير من أسعار بيعها في المغرب وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على انه لا اعتبار ولا قينة للمواطنين عند حكومتهم التي حملت شعار “تستاهلو احسن” وبفضله استلمت مقاليد السلطة التنفيذية .
الحل في نظري ان يتدخل ملك البلاد الذي سار على نهج والده في بناء السدود حتى نتفادى مستقبلا ازمة مياه وان لا يموت الشعب عطشا وما على الشعب المغربي إلا أن يوجه نداءا لصاحب الجلالة ليوقف هذا النزيف الذي يهدد المغاربة في أهم مادة حيوية وأساسية جعل الله منها كل شيء حيا .