أينما وليت وجهك هذه الأيام في وسائل التواصل الاجتماعي ستصادف بكل تأكيد ملصق الفيلم المقتبس من رواية بيعت منها ملايين النسخ عبر العالم وطبعت في الهند وحدها أزيد من 250 طبعة فما سر كل هذا الاهتمام بالرواية وبالفيلم الذي يشخص أحداثها ؟
رواية “حياة الماعز” تفضح عبودية العصر الحديث ، حيث تحكي قصة حقيقية حدثت بالسعودية في تسعينات القرن الماضي حيث تم اختطاف رجل هندي واستعباده لستوات وتعذيبه في صحراء بلاد الحرمين واستغلاله في رعي الغنم.
لا ينصح لذوي القلوب الضعيفة بمشاهدة الفيلم لقساوة مشاهده المأخوذة من واقع مر حدث ومازال فعلا بدول الخليج تحت إسم ” نظام الكفيل” .
شخصيا صدقت كل وقائع هذه الرواية لأنني تواصلت قبل سنوات مع خادمة مغربية اسمها سعاد حكت لي قصص تشيب لها الولدان لما يفعل بها داخل بيت كفيل سعودي ونشرت قصتها وتفاعل معها حينها الملايين وتدخل الملك محمد السادس شخصيا في قصتها وأعادها للمغرب وأمر بمنع هجرة المغربيات للعمل في البيوت بالخليج .
الفيلم فضح اساليب قمع قد لا تمارسها اجهزة مخابرات لانتزاع اعترافات الإرهابيين، وقد شجع الكثير من الضحايا على البوح بأسرار ظلت مكتومة في صدورهم عانوا من ويلاتها لسنوات قبل عودتهم لبلدانهم ولم يسبق أن أسروا بها من قبل بعدما قراوا في التعليقات انطباعات أشخاص لم يصدقوا أحداث الفيلم .
فيلم “حياة الماعز” صادم بكل ما تحمل الكلمة من معنى وينصح بمشاهدته لمعرفة حقائق صادمة والاستفادة من تجربة صاحب الرواية الذي هرب أخيرا من ذلك الجحيم وعدم التفكير في الهجرة للخليج عبر نظام الكفيل .