سلط مشاركون في لقاء نظم، اليوم الأحد بطانطان، ضمن “ندوة الاستثمار الأخضر والثقافة” المنظمة في إطار فعاليات الدورة ال 17 لموسم طانطان الذي تنظمه مؤسسة “ألموكار” (26-30 يونيو)، الضوء على المؤهلات الاقتصادية والطبيعية التي تزخر بها جهة كلميم وادنون وبحث فرص وآفاق الاستثمار بالجهة.
وتتوخى “ندوة الاستثمار الأخضر والثقافة” بحث الأبعاد الاقتصادية والموروث الثقافي الحساني وانفتاحه على العمق الإفريقي، وكذا إبراز الدور المحوري الذي لعبه موسم طانطان مند عقود كنقطة التقاء ثقافي واقتصادي واجتماعي. وتطرق المشاركون، وهم مهنيون وخبراء وفاعلون اقتصاديون، خلال هذا اللقاء، الذي حضره، بالخصوص، عامل إقليم طانطان بالنيابة، عمرو حمادة، ومنتخبين، إلى مؤهلات الأقاليم الأربعة للجهة (كلميم، سيدي إفني، أسا الزاك، طانطان)، ومنها وجهتها البحرية المتمثلة في إقليمي طانطان وسيدي إفني، وكذا مؤهلات سياحية وفلاحية وطبيعية.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس مؤسسة “ألموكار”، محمد فاضل بنيعيش، في كلمة تلاها بالنيابة عنه، عبدالله العلوي، خبير وعضو بالمؤسسة، أن نسخة موسم طانطان لهذه السنة تكتسي أهمية خاصة لأنها أولا تصادف الاحتفال بالذكرى ال 20 لعودة هذه التظاهرة، وثانيا لأن موضوع هذه النسخة يتناول ندوتين تتلقيان في هدف عام هو المساهمة في تحقيق التنمية بكل أبعادها حيث ستضع الندوة الأولى نصب اهتمامها دعم الصناعات الإبداعية وتشجيع الاستثمار ومواكبة التعاونيات.
أما الندوة الثانية، يضيف السيد بنيعيش، ستعنى بإحياء وتفعيل الروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية التي تربط المملكة بعمقها الإفريقي، مبرزا أن المغرب حرص عبر تاريخه الطويل على الحفاظ على وهج العلاقات المغربية الافريقية على كافة المستويات وخاصة الثقافية والفكرية والروحية فقضايا أفريقيا كانت ولازالت تحظى بالعناية والاهتمام اللازمين.
وأشار إلى أن مؤسسة الموكار، وتماشيا مع المبادرة الملكية الأطلسية، ارتأت أن يشمل هذا الاعتناء مجالا جغرافيا أوسع نطاقا يمتد إلى دول الساحل والصحراء التي تربطها بالمغرب علاقات تاريخية ترسخت من خلال المشترك الديني والاجتماعي والثقافي، مضيفا أن المؤسسة تسعى إلى العمل على كسب الرهانات الأساسية لصون وتثمين الموروث الثقافي المشترك بين المغرب ودول الساحل والصحراء وجعله رافعة للتنمية الثقافية والاقتصادية. من جهته، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة كلميم وادنون، الحسين عليوى، أن الهدف من هذه الندوة هو استكشاف فرص الاستثمار في الجهة التي تجسد نموذجا فريدا للتنوع والتكامل الاقتصادي وتسير بخطى ثابتة نحو تعزيز نموذج تنموي مندمج يركز على تحقيق التوازن بين المشاريع الهيكلية والتنمية البشرية المستدامة.
وأشار إلى أن الاستثمارات في الجهة ليست مجرد أرقام أو مشاريع بل هي شراكات استراتيجية تسهم في تحقيق التنمية البشرية وتحسين مستوى المعيشة لساكنة جهة كلميم وادنون، مضيفا أن هذه الجهة تزخر بعدة مؤهلات وبنيات تحتية وموارد طاقية كالطريق السريع تزنيت-الداخلة، ومناطق صناعية ومشاريع في الطاقات المتجددة.
وتم خلال هذه الندوة تقديم عروض منها عرض من طرف غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة كلميم وادنون، تطرق إلى مهام واختصاصات الغرفة وبعض الأنشطة التي تقوم بها، وكذا مقتضيات وأهداف الميثاق الجديد للاستثماراث ومنها تحسين مناخ الأعمال، وخلق آليات لتعزيز الاستثمارات، وخلق مناصب شغل قارة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما تم تقديم عرض من طرف المركز الجهوي للاستثمار لكلميم وادنون، تناول الإصلاحات الجديدة التي عرفتها المراكز الجهوية للاستثمار ومنها أهم الإجراءات والتحفيزات التي جاء الميثاق الجديد للاستثمار.
من جهتهم، قدم عدد من حاملي مشاريع في مجال التحويل الرقمي ومنها منصة رقمية بالدارالبيضاء متخصصة في تسويق منتوجات التعاونيات الغذائية ومواكبتهم وبيع منتوجاتها في المغرب وخارجه، وكذا مشروع لشركة مغربية فرنسية متخصصة في الطاقات الشمسية والريحية من خلال إنجاز مشاريع للطاقة الشمسية لفائدة صغار الفلاحين، وكذا مشاريع لمعالجة مياه البحر. كما تم تقديم مداخلات حول الصناعات الثقافية وتطوير الصناعة السينمائية.
وفي هذا السياق، أبرزت الممثلة والمخرجة لطيفة أحرار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أهمية مؤسسات التكوين في المجال الثقافي التي تغذي الحقل الثقافي والصناعات الثقافية بأطر سواء فردية أو جماعية تشتغل على التراث المغربي أو على أفكار بحمولة ذات ارتباط بقضايا الوطن أو مرتبطة بكل مؤسسة ينتمون إليها سواء في التشخيص والتنشيط الثقافي أو السينوغرافيا.
وتوقفت السيدة أحرار، وهي مديرة المعهد العالي للفنون المسرحية والتنشيط الثقافي، عند أهمية هذا المعهد كمؤسسة عمومية تغذي الصناعات الثقافية المبدعة التي تعد قاطرة للتنمية. وستختتم مساء اليوم الأحد، فعاليات موسم طانطان الذي تنظمه مؤسسة “الموكار” منذ 26 يونيو الجاري، تحت شعار “موسم طانطان: 20 عاما من الصون والتنمية البشرية”.