ذكرى استرجاع سيدي إفني‎، مناسبة لتأكيد التمسك الراسخ للشعب المغربي بمغربية الصحراء وبالوحدة الوطنية والترابية

وادنون تيفي29 يونيو 2024
ذكرى استرجاع سيدي إفني‎، مناسبة لتأكيد التمسك الراسخ للشعب المغربي بمغربية الصحراء وبالوحدة الوطنية والترابية

يخلد الشعب المغربي وأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، يوم 30 يونيو الجاري، الذكرى الـ55 لاسترجاع مدينة سيدي إفني واستكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.

وذكر بلاغ للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالانتفاضات الشعبية بالأطلس وبالريف وبسائر ربوع الوطن إثر فرض عقد الحماية على المغرب يوم 30 مارس 1912 تأكيدا لمطلبها المشروع في الحرية والاستقلال، مبرزا أن قبائل آيت باعمران قدمت الأمثلة الرائعة على روحها النضالية العالية وتصدت بشجاعة لمحاولات التوغل والتوسع الأجنبي صيانة لوحدة الكيان المغربي ودفاعا عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية في الملحمة الخالدة لثورة الملك والشعب.

وأضافت المندوبية ذاتها أن مدينة سيدي إفني جسدت أدوارا رائدة في معركة التحرير والوحدة الترابية والوطنية برجال أشداء ذاع صيتهم في ساحة المعارك ضد جحافل القوات الاستعمارية، كما كانت معقلا لتكوين وتأطير رجال المقاومة وجيش التحرير.

وسجلت الذاكرة التاريخية الوطنية لقبائل آيت باعمران حضورها القوي ومساهمتها الفعالة في الانطلاقة المظفرة لجيش التحرير بالأقاليم الجنوبية للمملكة سنة 1956 لاستكمال الاستقلال الوطني وتحرير الأقاليم الجنوبية التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار الأجنبي، فضلا عن انغمارها في صنع أمجاد انتفاضة 23 نونبر 1957 الخالدة التي تناقلت أطوارها الصحف العالمية، مشيدة باستماتة المقاومين وجيش التحرير وصمودهم وروحهم القتالية العالية ووقوفهم في وجه قوة المستعمر الغاشم.

كما تفاعلت هذه الربوع مع كافة المحطات النضالية التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي لاستكمال مسلسل التحرير الذي أعلن عنه المغفور له محمد الخامس في خطابه التاريخي بمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958، الذي قال فيه: “… إننا سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان، وهكذا نحافظ على الأمانة التي أخذنا على أنفسنا بتأديتها كاملة غير ناقصة”.

واستحضرت المندوبية السامية المواجهات والمعارك التي كبّد خلالها المجاهدون قوات الاستعمار خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، على الرغم من قلة العدد وبساطة العتاد؛ ومنها معارك “تبلكوكت”، “بيزري”، “بورصاص”، “تيغزة”، “امللو”، “بيجارفن”، “سيدي محمد بن داوود”، “ألالن”، “تموشا” ومعركة “سيدي إفني”.

وأوردت أن تحرير مدينة سيدي إفني لم يكن إلا منطلقا لمواصلة وتعزيز جهود المغرب في استرجاع ما تبقى من الأطراف المغتصبة من ترابه، وتكللت التعبئة الشاملة بملحمة أبهرت العالم أجمع، جسدت عبقرية الراحل الحسن الثاني في إبداع المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 1975، ليتم إجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية يوم 28 فبراير 1976، ويرفرف العلم المغربي في سماء العيون إيذانا ببشرى انتهاء عهد الاحتلال الإسباني للصحراء المغربية، وإشراقة شمس الوحدة الترابية، من الشمال إلى الجنوب ومن طنجة إلى الكويرة.

وتتواصل مسيرات البناء وإرساء أسس دولة الحق والقانون والمؤسسات في العهد الجديد للملك محمد السادس، والانغمار في مسلسل التقدم والتنمية الشاملة والمستدامة والدامجة لأقاليمنا الصحراوية لتصبح أقطابا تنموية جهوية، وقاطرة للتنمية الشاملة والمتكاملة بكل أبعادها التي تكرس النموذج التنموي الجديد وتعزيز ورش الجهوية الموسعة والمتقدمة في أفق جعل الأقاليم الصحراوية نموذجا ناجحا للجهوية المتقدمة بما يؤهلها لممارسة صلاحيات واسعة، ويعزز تدبيرها الديمقراطي لشؤونها المحلية في سياق ترسيخ مسار ديمقراطي صحيح وخلاق يؤمن إشعاعها كقطب اقتصادي وطني وصلة وصل بين المملكة المغربية والبلدان الإفريقية جنوب الصحراء، وبين دول الشمال والجنوب.

وأبرزت المندوبية أن أسرة المقاومة وجيش التحرير وهي تخلد الذكرى الـ55 لاسترجاع مدينة سيدي إفني، فإنها تجدد موقفها الثابت من قضية وحدتنا الترابية، وتجندها الدائم وراء الملك محمد السادس، من أجل تثبيت المكاسب الوطنية والدفاع عن وحدتنا الترابية متشبثين بالمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية.

وقد حظي هذا المشروع، أضافت المندوبية السامية، بالإجماع الشعبي لكافة فئات وشرائح ومكونات الشعب المغربي وأطيافه السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية، ولقي الدعم والمساندة من المنتظم الأممي الذي اعتبره آلية ديمقراطية وواقعية لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل حول أحقية المغرب في السيادة على ترابه الوطني من طنجة إلى الكويرة.

يشار إلى المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ستنظم، يوم فاتح يوليوز المقبل، مهرجانا خطابيا ولقاء تواصليا لتكريم صفوة من المنتمين إلى أسرة المقاومة وجيش التحرير، وكذا توزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة، إلى جانب إقامة احتفاليات مخلدة لهذه الذكرى بسائر فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير عبر التراب الوطني، وعددها 104 فضاءات، التي ستحتضن مهرجانات خطابية وندوات ومحاضرات علمية وفكرية ولقاءات حول حدث استرجاع سيدي إفني إلى الوطن.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.