حل رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، أمس الخميس، في زيارة يسعيان من خلالها إلى تجديد الشراكة مع الحكومة الموريتانية، بهدف مضاعفة جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية.
وأجرى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الجمعة، اجتماعاً مشتركاً مع رئيسة المفوضية ورئيس وزراء إسبانيا، تباحث فيها الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين من جهة، وعلاقات موريتانيا مع الإتحاد الأوروبي من جهة أخرى. كما تطرّق اللقاء إلى ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية حيث تعهّد الأوروبيون بتقديم مساعدات مقدارها 210 ملايين يورو لموريتانيا، دعماً لجهودها الرامية للحد من تدفق المهاجرين إلى جزر الكناري الإسبانية.
وتأتي هذه الزيارة بسبب قلق اوروبا من تزايد أعداد المهاجرين القادمين من سواحل موريتانيا في الأشهر الأخيرة. حيث كان المهاجرون الأفارقة على مدى عقود يعبرون إلى أوروبا عبر الساحل الموريتاني، لكن بمعدلات منخفضة مقارنة مع نقاط العبور الأخرى كالمغرب وتونس وليبيا؛ غير أن تشديد تلك الدول إجراءاتها، وتضييق الخناق على هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، جعل المهرّبين يعيدون إحياء طريق الهجرة غير الشرعية من موريتانيا.
كما يعزى إزدياد أعداد المهاجرين القادمين عبر الشواطئ الموريتانية أيضا إلى تفاقم الوضع الأمني المتردي في منطقة الساحل الأفريقي، خصوصاً في مالي وبوركينا فاسو والنيجر؛ وذلك ما يفسر ان أغلب المهاجرين يحملون جنسيات تلك الدول. ووفقاً لوكالة «فرونتكس» للحدود التابعة للإتحاد الأوروبي، فإن الهجرة غير الشرعية إرتفعت من غرب أفريقيا بأكثر من 10 أمثال على أساس سنوي في يناير الماضي، حيث وصل أكثر من 7 آلاف مهاجر إلى إسبانيا الشهر الماضي على متن قوارب، 83 في المائة منها قادمة من سواحل موريتانيا.