استقبل النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، الأربعاء بمقر المجلس بالرباط، وفدا عن النادي الليبرالي الوطني البريطاني برئاسة اللورد مونرو بالمر.
وأشاد رئيس مجلس المستشارين، في مستهل هذا اللقاء، بـ”جودة العلاقات السياسية التي تجمع بين البلدين الصديقين، القائمة على قيم الاحترام والتفاهم والتعاون”، مجددا في هذا الإطار شكره للمملكة المتحدة على مساهمتها في جهود البحث وإغاثة منكوبي الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز مؤخرا.
في السياق ذاته، شدد ميارة على “أهمية البعد البرلماني في تطوير العلاقات الثنائية”، وقدم في هذا الصدد شروحات وافية عن عمل مجلس المستشارين وتركيبته واختصاصاته، واحتضانه النقاش العمومي، ما جعل منه فضاء للخبرة والحوار حول مختلف القضايا الوطنية وإستراتيجيات الدولة ذات الصلة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، معربا عن “استعداد المجلس لمواكبة مسلسل تطوير العلاقات الثنائية ودعمها بكل المبادرات”.
من جهة ثانية، تقاسم المسؤول ذاته مع الوفد البريطاني بعض الانشغالات التي تؤرق المملكة المغربية، بسبب التهديدات الأمنية المتفاقمة في منطقة الساحل والصحراء، في ظل ما تعرفه من غياب للأمن والاستقرار وانتشار الجماعات المسلحة والعصابات الإجرامية ذات الارتباطات الوثيقة بجبهة البوليساريو.
وتوقف رئيس مجلس المستشارين، في هذا الإطار، عند “النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء”، معتبرا أنه ساهم في تعطيل قطار التنمية بالمنطقة المغاربية على مدى أكثر من أربعة عقود، ومشددا في الوقت ذاته على أهمية المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية كإطار لتسوية هذا الملف ضمن السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة؛ كما ذكر بالمواقف الإيجابية التي عبرت عنها مؤخرا العديد من الدول الأوربية، إضافة إلى الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
من جانبه، أعرب اللورد مونرو مانرو عن سروره بهذه الزيارة التي تندرج ضمن مسار علاقات تاريخية متجذرة بين المملكتين الصديقتين، مُبديا إعجابه بمستوى التطور الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات، ما جعل منها نموذجا يحتذى به في القارة الإفريقية.
وبعد أن استعرض بعض خصوصيات التجربة البرلمانية في بلاده، شدد مونرو بالمر على “مواصلة تعزيز علاقات التعاون البرلماني القائم بين المؤسستين التشريعيتين، وتكثيف التنسيق والتشاور في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، خدمة للقضايا ذات الاهتمام المشترك”، متعهّدا بـ”نقل انشغالات المملكة المغربية المعبر عنها في هذا اللقاء إلى مجلس اللوردات البريطاني بهدف تكوين صورة أفضل عما يجري بهذه المنطقة من العالم”.
يشار إلى أن هذا الاستقبال حضرته جليلة مرسلي، رئيسة مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب – المملكة المتحدة، والأسد الزروالي، الأمين العام للمجلس، وسعد غازي، مدير العلاقات الخارجية بالمجلس.