ضبطت السلطات الأمنية المغربية فريق إنقاذ إيطالي يتكون من أربعة أشخاص يشارك في عمليات البحث عن ناجين بإحدى المناطق التي هزها الزلزال دون إذن أو ترخيص من طرف السلطات المغربية، بالإضافة الى إنتقادهم كفاءة فُرُق الإنقاذ المغربية، مما تسبب في أزمة دبلوماسية بين حكومتي الرباط وروما.
وإتضح للسلطات الأمنية المغربية أن الأمر يتعلق بأربعة أشخاص من عناصر الوقاية المدنية الإيطالية، دخلوا المملكة من مطار روما بإعتبارهم سياحا، وحصلوا على ترخيص بالبقاء في المملكة لمدة 90 يوما، ثم توجهوا إلى منطقة “أداسيل” بإقليم شيشاوة للمشاركة في عمليات الإنقاذ، حيث صرحوا لوسائل الإعلام ينتقدون فيها “عدم كفاءة” فرق الإنقاذ المغربية، رغم جهلهم( الفريق الإيطالي) بطبيعة المنطقة وجغرافيتها، ولا التحديات التي تواجه خطة العمل.
الديبلوماسية المغربية لم تُرحب بالعناصر الأربعة الذين دخلوا باعتبارهم سياحا، لكنهم اتجهوا إلى نواحي مراكش مرتدين البدلة الرسمية للمشاركة في عمليات الإنقاذ، وإحتجت بشكل رسمي لدى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، هذه الأخيرة التي إتصل مكتبها بقائد البعثة، تشيسيتي مارتشيجياني، للحصول على توضيحات وطلب منه الإدلاء ببيان جرى نشره لاحقا في وكالة الأنباء الإيطالية ANSA.
وأورد فريق الإنقاذ في بيان له “نحن هنا بشكل شخصي وليس للدولة الإيطالية أي علاقة بالأمر”، ولكن ذلك لم يُسهم في تهدئة غضب السلطات المغربية، التي أبدت إحتجاجها على إطلاق المعنيين بالأمر “تصريحات كاذبة”، وفق ما قاله مصدر دبلوماسي مغربي لـ”أوبن”، والذي أوضح أن ذلك “سيؤدي إلى مشاكل مع إيطاليا”.
ولا ترى السلطات المغربية أن الحديث عن قدوم المنقذين الإيطاليين بشكل شخصي ودون تنسيق مع المصالح الرسمية في روما، أمر مُقنع، على إعتبار أنهم قدموا محملين ببذل الإنقاذ الرسمية الخاصة بعناصر الوقاية المدنية، في الوقت الذي تتعامل فيه الرباط مع عروض المساعدة بكثير من الحذر بناء على ما تتطلبه كل فترة من فترات التدخل في المناطق المنكوبة.
هذا وكان المغرب قد أعلن رسميا قبول عروض المساعدة من إسبانيا والمملكة المتحدة وقطر والإمارات العربية المتحدة، في حين لم يتجاوب مع الطلب الفرنسي والألماني، وقد أوضحت برلين أن الأمر “ليس سياسيا، وإنما يتعلق بتنسيق جهود الإنقاذ”، في حين أخبر الجزائر، عبر قنصليتها في الدار البيضاء، أنه ليس في حاجة لعرض المساعدة الصادر عنها