تعتزم جمعية ظلال أركان للتنمية والتضامن الإنساني تنظيم الدورة السادسة من المهرجان الدولي “ظلال الأركان”، خلال الفترة الممتدة من 18 الى 21 أكتوبر 2023 ، وذلك بجماعات أيت بوفلن وبويزكارن وكلميم (إقليم كلميم) ، تحت شعار “المعارف والمهارات التقليدية للساكنة المحلية.. تراث انساني وإمكانات للتنمية المستدامة”، تأكيدا لتوجه المهرجان الذي يعتبر التراث الثقافي والبيئي الغني بالمنطقة وفي مقدمته شجر أركان مدخلا مهما لتحقيق التنمية، ودعما لمبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الرامية الى الحفاظ على التراث الثقافي والبيئي ورصيدنا النباتي والغابوي ولاسيما شجرة الأركان .
وانخراطا منا كذلك في جهود الدولة التي عملت منذ سنوات ليس فحسب على الاهتمام بشجر الاركان وبالعاملين في هذا القطاع، وانما كذلك في التسويق الدولي لخبرة المغرب في هذا المجال ولأهمية الحفاظ على أركان باعتباره مصدرا عريقا للتنمية للمستدامة، وهو ما أثمر اقرار المنتظم الدولي يوما عالميا لشجر أركان، واعترافا من اليونسكو بهذه الشجرة وبالعادات والتقاليد والخبرات المرتبطة بها كتراث لا مادي للإنسانية.
وإذا كان هذا المهرجان قد تأسس للتعريف بشجر أركان وتثمين هذا التراث الثقافي والبيئي والطبيعي الذي يشكل أحد دعامات الاقتصاد المحلي ومصدر رزق للعديد من ساكنة الجماعات المحلية بجهة كلميم وادنون خصوصا من النساء، فان هذه التظاهرة ومنذ نشأتها عملت على التعريف بتاريخ المنطقة وثقافتها المتنوعة والغنية، وتسليط الضوء على مجموعة من الجماعات الترابية خصوصا بدائرة بويزكارن المعروفة بأصالتها التاريخية وتنوعها البيئي والثقافي.
فبعد النجاح الكبير الذي حققته الدورات الخمس السابقة والتي نظمت بمدينة بويزكارن والتي حققت اشعاعا غير مسبوق للمدينة على المستوى الثقافي والتاريخي ، ورغبة من إدارة المهرجان في أن تشكل هذه التظاهرة قاطرة لتنمية واشعاع الجماعات الترابية التابعة لنفوذ دائرة بويزكارن، فقد قررنا أن تنفتح هذه التظاهرة على جماعات أخرى وفي مقدمتها جماعة أيت بوفلن باعتبارها عاصمة شجر أركان على مستوى إقليم كلميم، وهو ما من شأنه التعريف بالتراث المحلي الغني والمتنوع بهذه الجماعة والمؤهلات الثقافية والبيئية التي تزخر بها والمهارات والمعارف التقليدية للساكنة المحلية خصوصا المرتبطة بشجر أركان، والتي يمكن استثمارها كصناعة ثقافية تساهم في جلب الاستثمارات وخلق فرص شغل وتحقيق التنمية المحلية للجماعة.
وتطمح الدورة السادسة من هذه التظاهرة الدولية لتكريس الإشعاع الثقافي والفني للمهرجان، وتعزيز موقعه في خريطة المهرجانات الفنية والثقافية كأكبر تظاهرة تهتم بشجر أركان على الصعيد الوطني، وكواحد من أهم المواعيد الفنية والثقافية في الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة.
وتقترح الدورة السادسة من هذه التظاهرة برمجة سهرات فنية كبرى بمشاركة مجموعات فنية تراثية وفنانين ومجموعات فنية محلية ووطنية ودولية نطمح أن تستقطب أزيد من 50000من ساكنة المنطقة ، كما ستحتضن هذه الدورة معرضا لمنتجات أركان والمنتجات المجالية، علاوة على أنشطة وفعاليات مهمة ذات بعد ثقافي وبيئي واجتماعي وتضامني.
وستعرف هذه التظاهرة تنظيم يوم دراسي في موضوع : ” تثمين المعارف التقليدية المرتبطة بشجر أركان .. تجارب ومكتسبات ” بمشاركة ممثلين عن القطاعات الحكومية المعنية بالموضوع، وفلاحين ومنتدبين عن الهيئات والتعاونيات الفلاحية بالمنطقة، ويهدف لتثمين المعارف التقليدية المرتبطة بشجر أركان باعتبارها تراثا ثقافيا لا ماديا للإنسانية، وتعزيز النهج القائم على تثمين المعارف التقليدية المحلية من أجل استدامة النظام البيئي والطبيعي لشجر أركان بالمنطقة، وابراز سبل الاستثمار في شجر أركان و الموارد الطبيعية المحلية لتحقيق تنمية محلية مستدامة، وتسهيل تبادل المعلومات والخبرات بين المشاركين لتعزيز الشراكات والتعاون الوطني الدولي من أجل تطوير وتنمية مجال أركان بالمنطقة.
كما ستشهد هذه التظاهرة كحدث متميز لهذه السنة، منح جائزتين تخصص الأولى لأفضل تعاونية فلاحية عاملة في مجال أركان بالجهة، في حين تخصص الثانية لأفضل بحث علمي أنجز في السنتين الأخيرتين حول شجر الأركان.
وانسجاما مع جهود المغرب الذي انخرط منذ سنوات في نهج التعاون جنوب جنوب واعتبره بعدا محوريا في سياسته الخارجية، ودعا في أكثر من مناسبة الى تعزيز التعاون جنوب جنوب القائم على الاحترام المتبادل بين الدول والتنمية المستدامة، ستشهد هذه الدورة تنظيم النسخة الثالثة من الندوة الدولية حول التعاون جنوب جنوب في موضوع: “الاستثمار ورهانات التنمية المستدامة بدول الجنوب”.
وتهدف هذه الندوة الى تسليط الضوء على إمكانيات الاستثمار بدول الجنوب وخصوصا في القارة الافريقية، وسبل الاستثمار في التراث الثقافي بدول الجنوب، مع ابراز دور التعاون جنوب جنوب كأحد المداخل الأساسية لمواجهة تحديات واكراهات التنمية بهذه الدول، لما يتيحه من امكانيات للتعاون بين الدول على تقاسم الحلول الانمائية، وتبادل الخبرات والممارسات الفضلى في تحقيق التنمية، ودعم الشراكات بين الدول، وفي التصدي للإرهاب والتطرف والنزوعات الانفصالية.
وينتظر أن يشارك في هذه الندوة السيد ميخيل أنجيل رودريكيس ماكاي وزير خارجية البيرو السابق، ووفد عن حكومة الأندلس وممثلين عن المجلس الوطني الانتقالي بمالي، وفاعلين سياسيين من فرنسا وليبيا ووفد من المستثمرين من افريقيا وروسيا وإسرائيل وبولونيا وجزر الكناري ودول أوروبية أخرى…
وستشهد هذه التظاهرة انتاج وعرض شريط فيديو مؤسساتي حول المؤهلات السياحية والثقافية والطبيعية بالجماعات القروية التابعة لدائرة بويزكارن، وبرمجة زيارات لفائدة ضيوف المهرجان لمجموعة من مناطق جهة كلميم وادنون لاستكشاف إمكانيات الاستثمار بهذه المناطق خصوصا في قطاعات الصناعات الثقافية والابداعية والفلاحة والسياحة والصيد البحري.
وكما هو الشأن بالنسبة للدورات السابقة، ولتكريس موقع المهرجان كفضاء رحب للنقاش الحضاري والتلاقح الثقافي والتعريف بمؤهلات بلادنا الثقافية والحضارية والبيئية والمنجزات الكبيرة التي تم تحقيقها خصوصا بأقاليمنا الجنوبية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، سيخصص المهرجان لقاءات مفتوحة مع شخصيات من داخل المغرب وخارجه من عالم السياسة والاعلام والثقافة والفن.
وتثمينا لجهود المجتمع المدني بجهة كلميم وادنون في الترافع والدفاع عن وحدتنا الترابية، ستعرف هذه التظاهرة تنظيم ملتقى وطني للنهوض بأدوار المجتمع المدني، يهدف لإبراز جهود المجتمع المدني المغربي في الترافع عن القضايا الوطنية وفي مقدمتها قضية وحدتنا الترابية، وتقاسم التجارب والخبرات بين المشاركين في هذا المجال وتمكينهم من آليات الترافع والدفاع عن قضايانا الوطنية.
ويشارك في هذا الملتقى ممثلون عن فعاليات المجتمع المدني بالجهة وسيعرف تقديم مداخلات لمجموعة من الشخصيات الفاعلة في الحقل الجمعوي ومن الخبراء والباحثين الأكاديميين.
وسعيا من الجمعية المنظمة لتنمية وتعزيز القدرات المقاولاتية لدى هيئات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالجهة، ومواكبة وتوجيه الشباب من المقاولين الناشئين وحاملي أفكار مشاريع بجهة كلميم وادنون، ونشر الثقافة المقاولاتية بالوسط المدرسي والارتقاء بالحس المقاولاتي وروح المبادرة لدى التلميذات والتلاميذ بالجهة، سينظم في اطار المهرجان المنتدى الجهوي لدعم المبادرة المقاولاتية بمشاركة 30 هيئة من هيئات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني العاملة في انتاج وتسويق أركان والمهتمة بالمنتجات الفلاحية المجالية والصناعة التقليدية بالجهة. كما سيعرف مشاركة 30 شابة وشاب من حاملي أفكار مشاريع بالجهة و40 تلميذة وتلميذ يمثلون 10 مؤسسات للتعليم الثانوي التأهيلي بالجهة.