قبل أيام وصلت الأمتار المكعبة الأولى من مياه حوض سبو إلى حوض أبي رقراق، ضمن مشروع “الطريق السيار المائي” الذي يهدف إلى تحويل فائض مياه حوض سبو -التي كانت تصب في المحيط الأطلسي- إلى حوض أبي رقراق؛ من أجل تأمين تزويد نحو 12 مليون نسمة في محور الرباط-الدار البيضاء بالماء الصالح للشرب، وكذلك تخفيف الضغط على سد المسيرة، الذي يزود العاصمة الاقتصادية بإحتياجاتها من المياه.
تم الشروع في تشغيل المشروع تدريجيا ابتداء من 24 غشت 2023 لإجراء التجارب اللازمة على المعدات وتحويل المياه بتدفق أولي لا يتعدى 3 أمتار مكعبة في الثانية، وسيتم خلال الأسابيع القادمة الزيادة تدريجيا في تدفق المياه لتصل إلى 15 مترا مكعبا في الثانية؛ مما سيمكن من تحويل حجم سنوي من فائض مياه حوض سبو يتراوح بين 350 و400 مليون متر مكعب، وفق بيان لوزارة التجهيز والماء المغربية.
وسيستمر المشروع لمسافة ستتجاوز 200 كيلومتر، ليمكّن من تزويد سكان مراكش بحاجتهم من المياه أيضا.
وحسب البيان ذاته، فإن تكلفة هذا المشروع تقدر بنحو 6 مليارات درهم، ويتكون من منشأة لأخذ الماء على مستوى سد المنع في إقليم القنيطرة على واد سبو، و67 كيلومترا من القنوات الفولاذية بقُطر 3200 مليمتر، ومحطتين للضخ بتدفق 15 مترا مكعبا في الثانية، وحوض لإيصال الماء لبحيرة سد سيدي محمد بن عبد الله بالرباط.
ويأتي إنجاز هذا المشروع في الوقت الذي دق فيه ناشطون وخبراء في الموارد المائية ناقوس الخطر، بعد أن وصلت أزمة المياه إلى المدن الرئيسية، خاصة العاصمة الرباط والدار البيضاء؛ الرئة الاقتصادية للمملكة، بسبب إرتفاع الكثافة السكانية وطبيعة الأنشطة الصناعية والاقتصادية المتمركزة فيها، مقابل تراجع هطول الأمطار وتعاقب سنوات الجفاف وتراجع منسوب السدود.
ونبه خبراء في الموارد المائية الى أن سياسة السدود كانت في مرحلة ما سياسة مستشرفة جنّبت المغرب حينها تبعات سنوات الجفاف، لكن المغرب اليوم في حاجة إلى سياسات أخرى؛ مثل تحلية مياه البحر والربط المائي بين الأحواض المائية، وأيضا ترشيد الموارد المائية والاستثمار في هذا القطاع.